مرصد حقوقي: جيش الاحتلال ينهب أموالا وذهبا وينفذ إعدامات ميدانية في غزة
نقل المرصد الأورومتوسطي عن شهود عيان اليوم الأحد 24 ديسمبر 2023 قولهم ، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نهبت أموالا ومتعلقات شخصية خاصة بالنازحين، بما في ذلك “مصادرة ذهب للنساء في عدة حالات”.
وأوضح المرصد في بيان، أنه وثّق اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الأحد، مدرسة الرافعي في جباليا البلد شمال غزة التي تؤوي آلاف النازحين واعتقال الذكور من سن 15 عاما فما فوق، بعد إجبارهم على التعري والبقاء بملابسهم الداخلية، قبل أن يقتادهم الجنود إلى جهة مجهولة ويخرجون النساء بالقوة وسط إطلاق نار.
وذكر أن الانتهاكات ضد المدراس “تتركز حول تحويلها إلى ثكنات عسكرية للدبابات أو اتخاذها مقرات مؤقتة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ومراكز تحقيق وتنكيل بالمواطنين”.
وتحدث عن استهداف مراكز الإيواء عبر تدميرها، سواء عبر زراعة المتفجرات وتدميرها كليّا، حيث تنشر قوات الاحتلال الإسرائيلي مقاطع مصورة لعمليات التدمير، كما حدث حين دمرت مدرسة بتاريخ 12 كانون الأول الحالي، قرب مستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمالي غزة.
وفي الوقت الذي تتبع فيه هذه المدارس للأمم المتحدة، وبُني العديد منها بتمويلات أوروبية من دافعي الضرائب في دول الاتحاد الأوروبي، فإنه من المفترض أن تتمتع بحماية خاصة في ذروة الهجمات العسكرية. إلا أنه على أرض الواقع، تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي باستهدافها وتحتفي -في كثير من الحالات التي ظهرت في مقاطع مصورة- بتدميرها واستهدافها، وفق المرصد.
وشدّد المرصد على أن ما يجري من استهداف متعمد لمراكز الإيواء واقتراف عمليات القتل والتدمير والتنكيل، هو نتيجة طبيعية لسياسة الإفلات من العقاب وحالة الصمت الدولي التي تشجع إسرائيل على اقتراف مزيد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وشدد على أن ما يجري من عمليات قتل وتصفية جسدية وتدمير ممنهج للمباني والمنشآت ليس له أي تفسير أو مبرر سوى أنه جزء من عمليات انتقام ممنهجة يدفع ثمنها المدنيون المشمولون بالحماية وفق القانون الدولي الإنساني.
وطالب المرصد ب فتح تحقيق دولي عاجل في الجرائم المروعة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق توغلاته برا داخل قطاع غزة، بما في ذلك عمليات الإعدام الميدانية والاعتقال التعسفي والتعذيب الواسع للرجال والنساء، وتدمير المدارس دون أي ضرورة.
وأكد أنه بموجب القانون الإنساني الدولي، فإنه يتوجب على إسرائيل اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين، وضمان قدرتهم على توفير ظروف مرضية للسلامة والمأوى، مع التأكيد بأن المدنيين الذين يختارون البقاء في المناطق المخصصة للإخلاء لا يفقدون حمايتهم ومن المحظور استهدافهم تحت أي مبرر.
وأكد المرصد أن وقف إطلاق النار فورا هو المطلب الأساسي الذي يجب أن يتحرك الجميع من أجل تحقيقه؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من جريمة الإبادة الجماعية التي تستهدف 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة، على أن يتبع ذلك تفعيل كل الآليات الدولية للتحقيق في الجرائم المقترفة، وصولا لتحقيق المساءلة والعدالة والإنصاف.
إسرائيل نفذت عمليات إعدام ميداني في مدارس في غزة
فال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأحد، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل استباحة مدارس اتخذها عشرات آلاف النازحين ملاجئ إيواء في قطاع غزة ، ويمارس فيها انتهاكات جسيمة من “عمليات تصفية جسدية واعتقالات وتنكيل وترويع للمدنيين”.
وأشار المرصد في بيان، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي حوّلت مراكز الإيواء المقام أغلبها في مدارس تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) التابعة للأمم المتحدة، إلى أهداف مستباحة منذ الأيام الأولى لحربها واسعة النطاق على قطاع غزة في 7 تشرين الأول الماضي.
وتحدث عن اتخاذ الهجمات العسكرية الإسرائيلية أشكالا عدة؛ ففي البداية تكرر استهداف مراكز الإيواء بالقصف الجوي، ما أدى إلى استشهاد مئات الفلسطينيين وإصابات مئات آخرين، كما حدث عدة مرات في مدرسة الفاخورة، وعشرات المدارس الأخرى في غزة وشمالها، إلى جانب خان يونس جنوبي القطاع والبريج في وسط القطاع.
وأكد أن المعلومات الأولية التي جمعها المرصد أن هذه الاستهدافات لم يكن لها مبرر، واستهدفت مدنيين عزلا لجأوا إلى مراكز إيواء، بعد تلقيهم أوامر نزوح إسرائيلية عن منازلهم ومناطق سكناهم.
وبيّن المرصد أن المرحلة الثانية من استهداف المدارس ومراكز الإيواء في غزة رافقت التوغل البري، مبينا أنه تلقى عشرات الإفادات باقتحام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي لتلك المدارس، بعد تدمير أسوارها وبواباتها بالدبابات، ووسط إطلاق نار كثيف وقذائف من الدبابات.
وأبرز أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت في العديد من تلك المدارس عمليات إعدام ميداني كما حدث في مدرسة “شادية أبو غزالة” في جباليا، حيث تبين بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المنطقة بتاريخ 13 كانون الأول الحالي، وجود 9 جثامين منهم نساء وأطفال.
وفي إفادته بشأن ما حدث، قال المسنّ يوسف خليل للمرصد، إنه بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدرسة، قام جنديان بإطلاق النار المباشر تجاه أفراد أسرته خلال وجودهم في أحد الفصول الدراسية.
وذكر خليل أنه عقب تصفية أفراد أسرته، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي مع آخرين لعدة أيام تعرض خلالها للضرب والتعذيب، قبل أن يُفرج عنه لاحقا.
وبعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من محيط المدرسة التي تمركزت فيها لمدة أسبوع، عاد خليل إلى المدرسة ليجد جثامين أفراد أسرته وقد شارفت على التحلل. وكان من بين الضحايا امرأة وزوجها وعدد من أطفالهما.
وأظهرت مقاطع مصورة تابعها المرصد من المدرسة تم تصويرها في الفترة من 13 إلى 15 كانون الأول، غرفا دراسية أصابها الدمار وجثتين على الأقل على الأرض، وعددا من الجثامين لأشخاص منهم امرأة، وفراشا غارقا بالدماء وثقوب رصاص وبقع دماء على الأرض.
وبيّن الأورومتوسطي أنه إلى جانب عمليات القتل في مدارس الإيواء، فإن القوات الإسرائيلية تعمل على حجز الذكور من سن 14 عاما فما فوق، وتجبرهم على خلع ملابسهم وتنقلهم إلى مواقع أخرى مع عمليات تعذيب وتنكيل غير إنسانية. أما النساء فيخضعهن للتحقيق والاستجواب وتعتقل بعضهن وتطلق سراح البقية.