Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار

“مقاتلو رفح”.. العقدة الأصعب بمفاوضات ما بعد وقف النار في غزة | الخليج أونلاين

يواجه ملف مقاتلي كتائب القسام العالقين في رفح، جنوب قطاع غزة، تعقيدات متزايدة تهدد بتقويض جهود استعادة الهدوء الدائم. تتصاعد التوترات مع اصرار حركة حماس على أن حياة عناصرها خط أحمر ورفضها أي مبدأ ينص على تسليمهم للاحتلال الإسرائيلي، بينما يرفض الاحتلال تقديم أي ضمانات أو تسهيلات، ويعتبرهم هدفًا عسكريًا مشروعًا. هذا الوضع يلقي بظلاله على مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، ويضع الوسطاء أمام تحديات جمة.

أزمة مقاتلي القسام في رفح: تفاقم الأوضاع وتعنت المواقف

عاد ملف مقاتلي كتائب القسام إلى دائرة الضوء مجددًا، بالتزامن مع المباحثات المصرية-الفلسطينية الجارية في القاهرة. تدهور الأوضاع الميدانية في رفح، خاصةً مع الحصار الإسرائيلي والتدمير الذي طال المدينة، يجعل مصير هؤلاء المقاتلين أكثر إشكالية. تشير التقديرات إلى وجود عشرات المقاتلين من كتائب القسام في رفح، وهي منطقة تقع ضمن “الخط الأصفر” الذي حدده اتفاق وقف إطلاق النار الأولي في 10 أكتوبر.

الوضع الإنساني والأمني لهذه القوات بالغ الخطورة، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، ويواجهون خطرًا دائمًا من القصف والمعارك. يعيق هذا الوضع أيضًا التواصل معهم، حيث أكدت حماس انقطاع الاتصال مع مقاتليها في رفح، مما يزيد من المخاوف على سلامتهم.

رفض الاحتلال لتقديم تنازلات

تتمسك حكومة الاحتلال بموقفها المتصلب تجاه مقاتلي رفح، رافضة أي وساطة تهدف إلى إخراجهم أو حمايتهم. ترى إسرائيل في هؤلاء المقاتلين تهديدًا مستمرًا لأمنها، وتعتبرهم مسؤولين عن أي هجمات قد تنطلق من رفح. يعكس هذا الموقف رغبة إسرائيل في مواصلة الضغط على حماس واستغلال هذا الملف لفرض شروطها في المرحلة التالية من المفاوضات. ويأتي هذا الرفض بالرغم من جهود الوساطة الدولية والمصرية.

حماس تشدد على “الخط الأحمر” وترفض الاستسلام

في المقابل، تؤكد حركة حماس بشكل قاطع أن حياة مقاتليها في رفح “خط أحمر”، وأنها لن تتنازل عن هذا المبدأ مهما كانت الظروف. وتربط حماس أي تقدم في التفاهمات بملف مقاتلي رفح، مشددة على ضرورة إيجاد حل يضمن سلامتهم وحريتهم. رفض كتائب القسام لمبدأ الاستسلام أو تسليم النفس للعدو هو موقف ثابت، وتتحمل الحركة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أي مواجهات قد تحدث في المنطقة.

وقد أكدت الكتائب في بيان سابق على أن مقاتليها يدافعون عن أنفسهم، داعيةً الوسطاء إلى تحمل مسؤولياتهم والعمل على إيجاد حلول تضمن استمرار وقف إطلاق النار وحماية المدنيين. هذا التصعيد في اللهجة يعكس إصرار حماس على حماية عناصرها، وحتى لو كان ذلك يعني تعقيد عملية التفاوض.

الضغوط الأمريكية ومحاولات إيجاد حلول وسط

تواصل الولايات المتحدة، بصفتها دولة راعية لاتفاق وقف إطلاق النار، جهودها لإنهاء ملف مقاتلي رفح وتجنب أي تهديد للاتفاق. تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لإيجاد حلول وسط، وتقديم بعض التنازلات، من أجل المضي قدمًا في المفاوضات.

وتشير التقارير إلى أن الإدارة الأمريكية تقترح فكرة إخراج مقاتلي حماس من رفح، مقابل تسليم جثة الأسير الإسرائيلي هدار غولدن. تهدف هذه الخطوة إلى تحقيق تقدم في ملف الأسرى، وتهيئة الأجواء لإعادة إعمار منطقة رفح، في إطار خطة أوسع تهدف إلى نزع سلاح حماس.

سيناريوهات محتملة لمستقبل الملف

يرى المحلل السياسي أحمد عوض أن ملف مقاتلي القسام في رفح يعتبر من أعقد القضايا العالقة في مفاوضات ما بعد وقف إطلاق النار. ويوضح أن القضية لا تتعلق فقط بالجانب الميداني، بل تمس صلب توازن الردع والسيادة في غزة، وتؤثر بشكل مباشر على مستقبل أي تسوية طويلة الأمد.

ويحدد عوض ثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبل هذا الملف:

  1. الحل السياسي المشروط: يتضمن هذا السيناريو رزمة شاملة من التفاهمات، تشمل ملف الأسرى، وإعادة الإعمار، ووقفًا دائمًا لإطلاق النار، بحيث توافق حماس على إخراج مقاتليها بضمانات دولية، دون تسليمهم للاحتلال.
  2. الترحيل المؤقت: يتضمن هذا السيناريو إخراج المقاتلين من غزة إلى دولة وسيطة لفترة محددة، كخيار يحفظ ماء الوجه للطرفين.
  3. استمرار الجمود: يتضمن هذا السيناريو بقاء الملف دون حل، واعتباره نقطة تفجير مؤجلة قد تعرقل تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

في الختام، يظل ملف مقاتلي القسام في رفح عقبة رئيسية أمام تحقيق الاستقرار الدائم في قطاع غزة. يتطلب حل هذه الأزمة جهودًا دبلوماسية مكثفة، ومرونة في المواقف، ورغبة حقيقية في التوصل إلى اتفاق يضمن حقوق جميع الأطراف، ويحمي أرواح المدنيين. الوضع الحالي يستدعي تحركًا سريعًا من قبل الوسطاء لتجنب أي تصعيد قد يقوض جهود السلام. هل ستنجح الوساطة في إيجاد حل يرضي جميع الأطراف، أم أن رفح ستظل بؤرة توتر تهدد المنطقة؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *