مكالمة بايدن ونتنياهو استمرت 45 دقيقة – ماذا دار فيها حول رفح؟
تحدّث رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، مساء اليوم الأحد، مع الرئيس الأميركيّ، جو بايدن، وفي ظلّ هجوم وشيك على رفح في جنوب قطاع غزة ، حيث يتكدس نحو 1.5 مليون من سكان القطاع الذين نزحوا من شمال ووسط القطاع إلى هذه المنطقة. وأفادت تقارير إسرائيلية بأن الرئيس الأميركيّ، أبدى قلقه إزاء عملية إسرائيلية في رفح.
جاء ذلك في أوّل محادثة بينهما منذ نحو 3 أسابيع، عندما تحدّثا في التاسع عشر من كانون الثاني/ يناير الماضي، وعقب وصف بايدن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة بأنه “مبالغ فيه”.
واستغرقت المحادثة بينهما نحو 45 دقيقة، بحسب ما أفادت هيئة البثّ الإسرائيلية العامة (“كان 11”)، وبعدها توجّه نتنياهة مباشرة لاجتماع الكابينيت.
وقال البيت الأبيض، مساء اليوم، إن “بايدن أكد وجهة نظره بأن العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ”.
وقال نتنياهو لوزراء حكومته، قبل التحدّث إلى بايدن: “إننا نريد بالفعل نزع السلاح في القطاع”.
وبحسبه، فإن “هذا يتطلب سيطرة أمنية، ومسؤوليتنا الأمنية العليا على كامل المنطقة غرب الأردن، بما في ذلك قطاع غزة”.
وأضاف أنه “لا يوجد بديل لذلك في المستقبل المنظور. ونقول ذلك أيضا للمجتمع الدولي وللرئيس الأميركي ولجميع الزعماء؛ ليس هناك بديل عن ذلك”.
وفيما أكدت تقارير إسرائيلية أن نتنياهو لم يتحدث وبايدن منذ نحو 3 أسابيع، قال نتنياهو إنه لم يتحدث إلى الرئيس الأميركي، منذ تصريحات الأخير بشأن كون الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم حماس “مبالغا فيه”. وجاءت تصريحاته في مقابلة مع برنامج “فوكس نيوز صنداي”.
وفي إشارة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي، قال نتنياهو أيضا خلال مقابلة بثتها، اليوم الأحد، شبكة (إيه.بي.سي): “أقدر دعم الرئيس بايدن لإسرائيل منذ بداية الحرب. ولا أعرف بالضبط ما الذي كان يقصده بذلك”.
وأوردت صحيفة “واشنطن بوست”، اليوم، أن “بايدن وكبار مساعديه يقتربون من القطيعة مع نتنياهو أكثر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب على غزة”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمّها، أن “إدارة بايدن لم تعد تنظر إلى نتنياهو على أنه شريك يمكن التأثير عليه حتى في السرّ”.
وحذّر مصدر قيادي في حماس اليوم، من أن “أي هجوم لجيش الاحتلال على مدينة رفح، يعني نسف مفاوضات التبادُل”.
وشدّد على أن “نتنياهو يحاول التهرب من استحقاقات صفقة التبادل بارتكاب إبادة جماعية وكارثة إنسانية جديدة في رفح”.
وتطرّق نتنياهو، في وقت سابق اليوم، إلى توسيع إسرائيل هجومها إلى رفح، وادعى خلال مقابلة أجرتها معه شبكة ABC الأميركية، أن “الانتصار بات وشيكا. وسنصل إلى كتائب حماس الأخيرة الموجودة في رفح، وسننفذ هذا الأمر”.
وبشأن التحذيرات الدولية من نتائج هجوم على رفح، عدّ نتنياهو أن “من يقول لنا إنه في جميع الأحوال يحظر علينا الدخول إلى رفح، إنما يقول لنا عمليا أن نخسر الحرب وإبقاء حماس هناك. ونحن على وشك الوصول إلى كتائب حماس الأخيرة في رفح، التي تشكل المعقل الأخير”.
وعلى خلفية التحذيرات الأميركية من الهجوم على رفح بسبب تواجُد العدد الهائل من النازحين فيها، قال نتنياهو: “أتفق معهم على ذلك”، وادعى أن إسرائيل “تعمل على خطة مفصلة، سنضمن من خلالها عبورا آمنا للسكان المدنيين”.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، مساء أمس، بأن الإدارة الأميركية وجهّت رسالة إلى إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية، تحذرها من شن عملية عسكرية في رفح خلال شهر رمضان ، معتبرة أن ذلك لن يؤدي فقط إلى “تصعيد في غزة” وإنما إلى تصعيد شامل في المنطقة.
وأشارت القناة إلى أن دولا عربية كذلك وجهت تحذيرات مماثلة إلى إسرائيل؛ ويأتي ذلك فيما نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن مسؤول إسرائيلي (لم تسمه)، أن نتنياهو أبلغ “كابينيت الحرب”، الخميس، أن عملية القوات الإسرائيلية في رفح “يجب أن تكتمل بحلول بداية شهر رمضان في العاشر من آذار/ مارس المقبل”.
وتستعد الحكومة الإسرائيلية لإرسال وفد أمني رفيع المستوى إلى العاصمة المصرية القاهرة، خلال الأسبوع المقبل، للمشاركة في اجتماع أميركي مصري قطري، حول مفاوضات الصفقة بين حركة حماس وإسرائيل.
وتشترط إسرائيل مشاركتها في الاجتماعات الأميركية المصرية القطرية في القاهرة، بـ”تليين” موقف حركة حماس، في إشارة إلى ردها على مقترح باريس الذي عقد قبل نحو أسبوعين.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه “إذا لم تعبر حماس عن موقف أكثر ليونة، فإن إسرائيل لن ترسل وفدا إلى المحادثات” في القاهرة، بحسب ما أوردت القناة الإسرائيلية 13، مساء أول من أمس الجمعة، وأوضحت أن الكابينيت اتخذ قرارا بهذا الشأن.