نتنياهو يتراجع عن مناقشة اليوم التالي لحرب غزة
تراجع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، عن مناقشة مسألة “اليوم التالي” للحرب المتواصلة منذ 83 يوما على قطاع غزة المحاصر، في جلسة يعقدها “كابينيت الحرب” الإسرائيلي، الليلة، وقرر طرح الموضوع للمناقشة في الكابينيت الموسع، وذلك في ظل الضغوطات التي مارسها عليه شركائه في معسكر اليمين بالحكومة.
وأشارت القتارير الإسرائيلية إلى “أزمة سياسية قصيرة” شهدتها حكومة نتنياهو، في ظل معارضة شركائه من تيار الصهيونية الدينية، لقراره بشأن طرح المناقشات حول التصورات الإسرائيلية المتعلقة بمستقبل قطاع غزة المحاصر، في إطار “كابينيت الحرب” المقلص الذي يتشاركه الليكود مع “المعسكر الوطني” برئاسة بيني غانتس .
وكان رئيس حزب “الصهيونية الدينية”، وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، قد أن حزبه سيعقد اجتماعًا خاصًا لكتلته البرلمانية في مقر وزارة الأمن في تل أبيب في الساعة التاسعة مساء، حيث من المقرر أن ينعقد “كابينيت الحرب”، وذلك قبل وقت قصير من الموعد المقرر لبدء الجلسة.
وعبّر مسؤولون في تيار الصهيونية الدينية، بما في ذلك من حزب “عوتسما يهوديت” برئاسة إيتمار بن غفير، عن رفضهم لحسم “كابينيت الحرب” مسألة “مستقبل قطاع غزة”، الذي يطالبون أن يطرح للنقاش في منتدى أوسع حيث تملك “الصهيونية الدينية” تأثيرا أكبر، في إذارة إلى المجلس الوزاري للشؤون الساسية والأمنية (الكابينيت الموسع).
وقال مسؤولون في “الصهيونية الدينية”، في تصريحات نقلتها (“واينت”)، إن “كابينيت الحرب ليس خولًا بمناقشة مسألة ‘اليوم التالي‘ (للحرب على غزة). هذا حدث نعتبره دراماتيكيا للغاية بالنسبة لنا”، كما قال بن غفير إن “كابينيت ‘رؤية الهزيمة‘ مخولة بإدارة العمليات العسكرية البرية في قطاع غزة، وليس تحديد السياسات لـ‘اليوم التالي‘”.
وتابع “هذا هو دور مجلس الوزراء للشؤون السياسية والأمنية، ويجب إجراء المناقشات حول مسألة ‘اليوم التالي‘ في مجلس الوزراء السياسي الأمني وليس في كابينيت الحرب مع (رئيس حزب “المعسكري الوطني”) غانتس”.
وفي أعقاب ضغوط الصهيونية الدينية، تراجع نتنياهو عن عقد مداولات حول هذه المسألة وأرجأها إلى الأسبوع المقبل، لتطرح في إطار “الكابينت الموسع” الذي يعد سموتريتش وبن غفير جزءا منه.
وعوضا عن ذلك، أشارت التقارير الإسرائيلية إلى رئيس الموساد، دافيد برنياع، سيعرض على “كابينيت الحرب” الذي يضم رئيس الحكومة، نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، وغانتس، إلى جانب الوزيرين غادي آيزنكوت ورون ديرمر، تقريرا بشأن تطور المساعي الدبلوماسية الإسرائيلية الرامية إلى إعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
وأفادت التقارير بأنه سيتم إطلاع “كابينيت الحرب” على رسائل من قبل الوسيط القطري، في إطار المحادثات التي جرت في الأيام القليلة الماضية، وتتعلق هذه الرسائل برد وملاحظات حماس على العرض الإسرائيلي الذي قدم مؤخرا. وشددت على أن “لا حديث عن اختراق وشيك”، في “الاتصالات المتواصلة”.
وكان نتنياهو قد أقر بوجود خلافات بين حكومته وبين إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، حول ما وصفه بـ”اليوم التالي لـ(حركة) حماس” في قطاع غزة، في إشارة إلى الجهة التي قد يوكل إليها إدارة قطاع غزة بعد حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر.
وقال نتنياهو مرارا خلال الفترة الماضية إن تل أبيب تحت قيادته لن “تكرر خطأ أوسلو” على حد تعبيره، وستعمل على منع إدارة قطاع غزة بواسطة جهة فلسطينية، معتبرا أن قطاع غزة لن يتحول إلى “حماستان ولا فتحستان، بعد التضحيات الهائلة التي قدمها مواطنونا ومقاتلونا”، وفق تعبيره.
وشدد نتنياهو على أن حكومته لن تسمح “بجلب أولئك الذين يقومون بتعليم الإرهاب، ودعم الإرهاب، وتمويل الإرهاب إلى غزة”، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية، وقال: “نعم، هناك خلافات مع واشنطن حول ‘اليوم التالي لحماس‘، وآمل أن نتوصل إلى تفاهم كذلك حول هذه المسألة”.
وفي أكثر من مرة، قال نتنياهو، إنه يريد الاحتفاظ بـ”سيطرة أمنية إسرائيلية” على القطاع بعد الحرب، معلنا رفضه القاطع لتولي السلطة الفلسطينية مهام الحكم بقطاع غزة بعد الحرب.
وتتعارض تصريحات نتنياهو في هذا الشأن مع الموقف الأميركي، الذي عبر عنه الكثير من المسؤولين بمن فيهم نائبة الرئيس، كاملا هاريس، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، اللذين شددا في أكثر من مناسبة على أن واشنطن “حريصة على أن تسيطر السلطة الفلسطينية على غزة بعد الحرب”.