هواة الفلك على موعد مع عرض سماوي مبهر هذا الأسبوع، حيث تبلغ زخة شهب التوأميات ذروتها، واعدةً بمشاهدة عشرات الشهبات المتوهجة في سماء الليل. هذه الزخة، التي تعتبر من أبرز الأحداث الفلكية السنوية، ستكون أكثر وضوحًا هذا العام بفضل حالة القمر التي ستكون مضاءة بنسبة 34% فقط، مما يوفر ظروف رصد مثالية. سيتمكن الراصدون في الضواحي من رؤية ما يقارب 20 شهابًا في الساعة، بينما قد تصل هذه النسبة إلى 40-50 شهابًا في المناطق الأكثر ظلمة.
ما هي زخة شهب التوأميات؟
زخة شهب التوأميات هي حدث فلكي سنوي يحدث عندما تمر الأرض عبر مسار حطام كويكب “3200 فايثون”. عندما تقترب مدار هذا الكويكب من الشمس، تتناثر جسيمات صغيرة من الغبار والصخور في الفضاء. عندما تدخل هذه الجسيمات الغلاف الجوي للأرض، تحترق وتنتج خطوطًا ضوئية سريعة تُعرف بالشهب. تُعرف هذه الشهب بسرعتها العالية ولمعانها المميز، وغالبًا ما تظهر ككرات نارية أكثر سطوعًا من النجوم العادية.
لماذا تعتبر زخة التوأميات مميزة؟
تتميز زخة التوأميات بإنتاجها لعدد كبير من الكرات النارية، وهي شهب ساطعة تدوم لفترة أطول من الشهب العادية. هذا يجعلها أكثر سهولة في الرصد، حتى بالنسبة للمبتدئين. بالإضافة إلى ذلك، فإن سرعة هذه الشهب العالية تساهم في زيادة لمعانها. تعتبر هذه الزخة فرصة رائعة لالتقاط صور فوتوغرافية مذهلة للسماء الليلية.
موعد ذروة الزخة وكيفية الرصد
من المتوقع أن تبلغ زخة شهب التوأميات ذروتها بين الساعة العاشرة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة يوم السبت، وحتى الساعات الأولى من صباح الأحد. بالنسبة للمراقبين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ينصح بالنظر باتجاه الشرق بعد الساعة العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي. أما سكان النصف الجنوبي، فيفضل توجيه النظر نحو الشمال قرابة الساعة الثانية فجراً.
تأثير حالة القمر على الرصد
لحسن الحظ، سيكون القمر في حالة هلال بنسبة إضاءة 34% فقط خلال ذروة الزخة. هذا يعني أن السماء ستكون مظلمة نسبيًا، مما سيزيد من فرص رؤية الشهب الخافتة. عادةً ما يؤثر ضوء القمر الساطع على رؤية الشهب، ولكنه في هذه الحالة سيكون محدودًا، مما يجعل الرصد أكثر متعة ونجاحًا. رصد الشهب يتطلب الابتعاد عن أضواء المدن قدر الإمكان.
نصائح لمراقبة سماء الليل والاستمتاع بالزخة
لتحقيق أفضل تجربة رصد لـ زخة شهب التوأميات، إليك بعض النصائح:
- ابحث عن مكان مظلم: ابتعد عن أضواء المدينة قدر الإمكان. المناطق الريفية أو الضواحي هي الأفضل.
- دع عينيك تتكيفان: امنح عينيك حوالي 20-30 دقيقة للتكيف مع الظلام. تجنب النظر إلى الشاشات أو الأضواء الساطعة خلال هذه الفترة.
- استلقِ على ظهرك: استلقِ على ظهرك على سجادة أو كرسي مريح، وانظر إلى السماء.
- كن صبوراً: قد يستغرق الأمر بعض الوقت لرؤية الشهب. كن صبوراً واستمر في المراقبة.
- استخدم تطبيق خرائط النجوم: يمكن لتطبيقات خرائط النجوم أن تساعدك في تحديد موقع كوكبة الجوزاء، وهي نقطة انطلاق الشهب.
- لا تستخدم المنظار أو التلسكوب: الشهب سريعة جدًا، لذا فإن استخدام المنظار أو التلسكوب قد يجعل من الصعب رؤيتها.
ما بعد زخة التوأميات: زخات شهب أخرى في الأفق
على الرغم من أن ذروة زخة شهب التوأميات ستكون هذا الأسبوع، إلا أن الشهب ستظل مرئية خلال الأيام التي تسبقها وتليها. ومع ذلك، يفضل مراقبتها قبل الذروة للحصول على أفضل النتائج. بالإضافة إلى ذلك، هناك زخات شهب أخرى تنتظرنا في الأشهر القادمة. زخة “الدبيات” ستكون آخر زخات الشهب في عام 2025، ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها في ليلة 21 ديسمبر، مع سماء مظلمة بسبب خفوت القمر، مما يوفر فرصة أخرى رائعة لمراقبة السماء. مشاهدة الشهب هي هواية ممتعة ومجزية، وتتيح لنا التواصل مع الكون من حولنا.
الخلاصة
لا تفوتوا فرصة مشاهدة زخة شهب التوأميات هذا الأسبوع! بفضل حالة القمر المواتية، ستكون هذه الزخة من أجمل العروض الفلكية التي يمكن رؤيتها هذا العام. اتبعوا النصائح المذكورة أعلاه، واستعدوا للاستمتاع بليلة ساحرة تحت سماء الليل المليئة بالنجوم والشهب المتوهجة. تذكروا أن رصد الشهب هو تجربة فريدة من نوعها، وتذكروا مشاركة صوركم وملاحظاتكم مع مجتمع محبي الفلك!
