“يونيسف”: أكثر من 9 آلاف طفل بغزة يعانون سوء تغذية حاداً | الخليج أونلاين

أزمة سوء التغذية في غزة تتفاقم، حيث حذرت منظمة يونيسف من ارتفاع مستويات سوء التغذية لدى الأطفال في قطاع غزة، مؤكدةً أن أكثر من 9300 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد. يأتي هذا التحذير في ظل استمرار الحصار المفروض على القطاع، وتدهور الأوضاع الإنسانية، ونقص حاد في المساعدات الإنسانية الضرورية. هذه الأزمة تهدد حياة الأطفال ورفاههم بشكل مباشر، وتتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي.
تدهور الوضع الإنساني وارتفاع معدلات سوء التغذية
يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، تفاقمت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة. الحصار المستمر، والقيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع، أدت إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، تسببت الحرب المستمرة في تدمير البنية التحتية، وتشريد آلاف العائلات، مما زاد من تفاقم الأوضاع المعيشية.
تأثير الحصار على الأمن الغذائي
الحصار المفروض على غزة منذ سنوات طويلة أثر بشكل كبير على الأمن الغذائي للسكان. نقص الغذاء، وارتفاع الأسعار، وصعوبة الحصول على المواد الغذائية الأساسية، أدت إلى تفشي سوء التغذية بين الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات. الأغذية الغنية بالبروتين الحيواني، الضرورية لنمو الأطفال وتطورهم، أصبحت نادرة أو باهظة الثمن بالنسبة لمعظم الأسر.
دور فصل الشتاء في تفاقم الأزمة
مع قدوم فصل الشتاء، تزداد المخاطر التي تواجه الأطفال في غزة. انخفاض درجات الحرارة، وانتشار الأمراض الشتوية، ونقص الملابس الدافئة والمأوى المناسب، تزيد من خطر الوفاة بين الأطفال الأكثر هشاشة. يونيسف تحذر من أن الوضع قد يتدهور بشكل كبير إذا لم يتم توفير المساعدات الإنسانية العاجلة.
تحذيرات يونيسف ونداءات الاستغاثة
أصدرت منظمة يونيسف بياناً أكدت فيه أن مستويات سوء التغذية لدى الأطفال في غزة تشكل تهديداً مباشراً لحياتهم ورفاههم. وأشارت المنظمة إلى أن الفحوصات التي أجرتها مع شركائها في غزة خلال شهر أكتوبر الماضي أظهرت إصابة آلاف الأطفال بسوء التغذية الحاد.
تصريحات كاثرين راسل، المديرة التنفيذية ليونيسف
قالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية ليونيسف، إن “آلاف الأطفال في غزة لا يزالون يعانون الجوع ونقص المأوى وخدمات الصرف الصحي، ويتعرضون لدرجات حرارة منخفضة تهدد حياتهم”. وأضافت أن “الأغذية الأساسية باتت نادرة أو باهظة الثمن، فيما تقيم آلاف العائلات في ملاجئ مؤقتة دون ملابس دافئة أو حماية من البرد”. هذه التصريحات تعكس خطورة الوضع الإنساني في غزة، والحاجة الماسة إلى تدخل عاجل.
المطالبة بتسريع وصول المساعدات الإنسانية
يونيسف تطالب بضرورة تسريع وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق. وتشير المنظمة إلى أن كميات كبيرة من إمدادات الشتاء تنتظر على حدود القطاع دون السماح بدخولها. كما تدعو المنظمة إلى توفير الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية للأطفال والأسر المتضررة. الأمن الغذائي للأطفال هو أولوية قصوى، ويتطلب تضافر الجهود الدولية لضمان حصولهم على التغذية الكافية.
الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في غزة
تشير التقديرات الدولية إلى أن قطاع غزة يحتاج إلى حوالي 300 ألف خيمة ووحدة سكنية جاهزة لتأمين المأوى للنازحين. تدمير البنية التحتية والمنازل خلال عامين من الحرب المستمرة أدى إلى تشريد آلاف العائلات، وزيادة الحاجة إلى المأوى والمساعدات الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة ماسة إلى توفير الرعاية الصحية، والمياه النظيفة، وخدمات الصرف الصحي، والتعليم للأطفال المتضررين. الوضع الإنساني في غزة يتطلب استجابة شاملة ومتكاملة من المجتمع الدولي.
في الختام، الوضع المتعلق بـ سوء التغذية لدى الأطفال في غزة مأساوي ويتطلب تحركاً فورياً. يونيسف وغيرها من المنظمات الإنسانية تعمل على تقديم المساعدة للأطفال والأسر المتضررة، ولكن هذه الجهود لا تكفي. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته، وأن يضغط من أجل رفع الحصار عن غزة، وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة، وضمان حقوق الأطفال في الحصول على الغذاء والمأوى والرعاية الصحية. ندعو الجميع إلى التبرع للمنظمات الإنسانية العاملة في غزة، والمشاركة في حملات التوعية، والمطالبة بإنهاء الأزمة الإنسانية في القطاع. يمكنكم معرفة المزيد عن جهود يونيسف في غزة والمساهمة في دعمها من خلال زيارة موقعهم الرسمي.

