Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الاقتصاد

أسعار الذهب تسجل مستوى قياسياً للمرة الخمسين هذه السنة

شهد سعر الذهب ارتفاعاً تاريخياً يوم الثلاثاء، متجاوزاً مستوى 4480 دولاراً للأونصة للمرة الأولى، مسجلاً بذلك اليوم الخمسين الذي يحقق فيه الذهب أرقاماً قياسية جديدة خلال العام الحالي. يأتي هذا الارتفاع في ظل تزايد المخاوف الجيوسياسية وتوقعات المستثمرين باستمرار خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، مما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن للاستثمار.

كما سجلت الفضة أيضاً مستوى قياسياً جديداً، حيث ارتفعت بنسبة 1% لتصل إلى 69.7060 دولار. يعكس هذا الأداء القوي للمعدنين الثمينين تحولاً في استراتيجيات الاستثمار العالمية، مع التركيز على الأصول التي تحافظ على قيمتها في أوقات التقلبات الاقتصادية والسياسية.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة

يعود الارتفاع الأخير في أسعار الذهب إلى عدة عوامل متضافرة. أولاً، التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، خاصةً في مناطق مثل فنزويلا، تدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة لحماية رؤوس أموالهم. وقد ساهم الحصار الأمريكي الأخير على ناقلات النفط الفنزويلية في زيادة هذه المخاوف.

ثانياً، تتجه التوقعات نحو قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة مرة أخرى في العام المقبل. هذا يعني أن تكلفة الاقتراض ستنخفض، مما يقلل من جاذبية السندات ويجعل الذهب، الذي لا يدر عائداً، خياراً استثمارياً أكثر جاذبية.

تأثير البنوك المركزية وتدفقات الاستثمار

زاد من زخم صعود الذهب أيضاً، عمليات الشراء الكبيرة من قبل البنوك المركزية حول العالم. وفقاً لبيانات “مجلس الذهب العالمي”، ارتفعت الحيازات الإجمالية في الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب في معظم أشهر هذا العام، مما يشير إلى طلب قوي على المعدن الثمين.

بالإضافة إلى ذلك، يلعب المستثمرون دوراً هاماً في هذا الارتفاع، مدفوعين بما يُعرف بتجارة “خفض قيمة العملة”. وهي استراتيجية تهدف إلى الابتعاد عن السندات والعملات التي قد تفقد قيمتها بسبب ارتفاع مستويات الديون والتضخم.

الذهب يتجاوز التوقعات ويستعد لمزيد من الصعود

على الرغم من تراجعه المؤقت من ذروته السابقة في أكتوبر، إلا أن الذهب استعاد عافيته بسرعة. يعتبر المحللون الآن أن المعدن النفيس في وضع يسمح له بمواصلة مكاسبه في العام المقبل. وتتوقع مجموعة “غولدمان ساكس” وعدد من البنوك الأخرى استمرار ارتفاع الأسعار في عام 2026، مع تقديرات تصل إلى 4900 دولار للأونصة، مع وجود احتمالات لصعود أكبر.

أما بالنسبة للفضة، فقد شهدت ارتفاعاً أكثر حدة من الذهب هذا العام، حيث ارتفعت بنحو 140%. يعزى هذا الارتفاع إلى تدفقات المضاربة وبعض الاضطرابات في الإمدادات، خاصة بعد الضغط البيعي الكبير الذي تعرضت له في أكتوبر. كما ارتفع حجم التداول لعقود الفضة الآجلة في شنغهاي إلى مستويات قريبة من تلك المسجلة خلال الأزمة السابقة.

في الوقت الحالي، بلغ سعر الذهب الفوري 4479.25 دولار للأونصة، بينما ارتفع سعر الفضة إلى 69.39 دولار. كما شهدت المعادن الأخرى مثل البلاتين والبلاديوم ارتفاعاً طفيفاً، في حين انخفض مؤشر “بلومبرغ” الفوري للدولار بنسبة 0.1%.

من المتوقع أن يستمر أداء الذهب القوي في المدى القصير والمتوسط، مع مراقبة التطورات الجيوسياسية والسياسات النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. سيراقب المستثمرون أيضاً بيانات التضخم ومشتريات البنوك المركزية، حيث أن هذه العوامل يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أسعار المعادن الثمينة. يبقى التحدي في تحديد ما إذا كان هذا الارتفاع سيستمر بنفس الوتيرة، أم سيشهد السوق تصحيحاً في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *