أسعار النفط تهبط وسط ترقب لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا

شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا في تعاملات اليوم، متأثرة بتقييمات السوق لاحتمالية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا. يرى المحللون أن هذا الاتفاق المحتمل قد يزيد من المعروض النفطي في سوق تعاني بالفعل من فائض في الإمدادات، خاصةً مع تقارير تشير إلى ضغوط أمريكية على كييف لقبول شروط سلام قد تصب في مصلحة موسكو. هذا الانخفاض يعكس حالة من الترقب والحذر في الأسواق العالمية.
تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط لشهر يناير بنسبة 1.6% ليستقر قرب 58 دولارًا للبرميل، مسجلاً بذلك تراجعًا في أربع جلسات من أصل خمس. في المقابل، قلصت الأسعار بعضًا من خسائرها بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأنه لن يرفع العقوبات عن روسيا طالما استمرت المحادثات. يأتي هذا في الوقت الذي دخلت فيه قيود جديدة على أكبر شركتين لإنتاج النفط في روسيا حيز التنفيذ.
أسعار النفط وتأثير المحادثات الروسية الأوكرانية
على الرغم من بدء تنفيذ العقوبات ورفض بعض الدول الأوروبية لأجزاء رئيسية من خطة السلام المقترحة، يتجه السوق نحو ترجيح إمكانية التوصل إلى اتفاق. يؤكد غريغوري برو، محلل الشؤون الجيوسياسية لدى “أوراسيا غروب”، أن “السوق تراهن على الموافقة على خطة السلام التي تبدو أنها تحظى بدعم أمريكي متزايد”.
مكونات خطة السلام المقترحة
أوضح الرئيس ترمب، في تصريحات لشبكة فوكس نيوز، أنه يرى يوم الخميس موعدًا “مناسبًا” لكييف للموافقة على خطة السلام التي تقترحها الولايات المتحدة مع روسيا. لم يتم الكشف عن تفاصيل كاملة للخطة، ولكن التقارير تشير إلى أنها تتضمن تنازلات من كلا الطرفين.
تأثير العقوبات على السوق
حتى في حال عدم التوصل إلى اتفاق، يظل المتعاملون متشككين بشأن فعالية العقوبات المفروضة على روسيا. ترى ريبيكا بابين، كبيرة متداولي الطاقة في “سي آي بي سي برايفت ويلث غروب”، أن تغير نبرة ترمب عزز هذا الشك. وأضافت: “سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا، فإن الثقة في التطبيق الصارم للعقوبات تتلاشى، مما يدفع أصحاب المراكز البيعية لزيادة رهاناتهم”.
تشير البيانات إلى أن مستشاري تداول السلع المعتمدين قد اتجهوا للبيع على المكشوف بالكامل في خاميّ غرب تكساس الوسيط وبرنت يوم الجمعة للمرة الأولى منذ مايو. يعكس هذا التحول في المراكز توقعات بزيادة المعروض النفطي في المستقبل القريب.
تأثير العقوبات على تدفقات النفط
تسببت العقوبات الأمريكية في تعطيل واردات الصين النفطية من كل من روسيا وإيران، مما أثر على ديناميكيات العرض والطلب العالمية. ومع ذلك، فإن تأثير هذه العقوبات يبدو محدودًا في ظل التوقعات بزيادة الإنتاج من قبل دول أخرى.
في حال إحراز تقدم في اتفاق السلام ورفع العقوبات، فمن المتوقع أن يضاف المزيد من الإمدادات إلى سوق النفط، التي من المتوقع أن تشهد فائضًا كبيرًا العام المقبل. وقد رفع تحالف “أوبك+” ومنتجون آخرون، خاصة في الأميركيتين، مستويات الإنتاج، مما ساهم في اقتراب العقود الآجلة للنفط من تكبد خسارة سنوية. كما ارتفعت منصات الحفر المخصصة لاستخراج الخام في الولايات المتحدة بواقع منصتين هذا الأسبوع، وفقًا لشركة “بيكر هيوز”.
في المقابل، قلصت أسعار النفط خسائرها في وقت سابق من يوم الجمعة بعد أن أكد قادة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، في اتصال مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على ضرورة أن تظل القوات المسلحة الأوكرانية قادرة على الدفاع عن سيادة البلاد، ورفضوا بعض العناصر الرئيسية في الخطة الأمريكية-الروسية لإنهاء الحرب.
الخلاصة
من المتوقع أن تستمر أسعار النفط في التذبذب خلال الأيام القادمة، مع ترقب تطورات المحادثات الروسية الأوكرانية. يبقى من غير الواضح ما إذا كانت كييف ستقبل شروط السلام المقترحة، وما إذا كانت الولايات المتحدة ستلتزم بفرض عقوبات صارمة على روسيا. سيراقب المستثمرون عن كثب أي تصريحات جديدة من الأطراف المعنية، بالإضافة إلى بيانات الإنتاج والاستهلاك العالمية، لتقييم مسار السوق في المستقبل القريب. من المهم أيضًا متابعة قرارات “أوبك+” بشأن مستويات الإنتاج، حيث يمكن أن يكون لها تأثير كبير على أسعار النفط.

