أميركا ترفع العقوبات عن بوتاس بيلاروسيا مع تحسّن العلاقات

أعلنت الولايات المتحدة عن رفع العقوبات المفروضة على أسمدة البوتاس البيلاروسية، وهي خطوة قد يكون لها تداعيات اقتصادية وسياسية كبيرة على بيلاروسيا وروسيا. جاء هذا القرار بعد محادثات بين مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص وجون كول ونظيره البيلاروسي في مينسك، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء البيلاروسية “بيلتا”. هذا التطور يمثل تحولًا محتملًا في سياسة واشنطن تجاه مينسك، التي كانت تخضع لقيود غربية بسبب دعمها لروسيا.
أفاد جون كول، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، بأنه تم إصدار أمر برفع العقوبات وسيتم تنفيذه على الفور. وأضاف أن الولايات المتحدة قد تفكر في تخفيف المزيد من القيود مع تحسن العلاقات مع بيلاروسيا، مشيرًا إلى إمكانية الوصول إلى مرحلة لا توجد فيها عقوبات متبقية. هذا الإعلان يأتي في سياق مساعي أوسع لإعادة بناء العلاقات بين البلدين.
أهمية البوتاس للاقتصاد البيلاروسي
يُعد البوتاس أحد أهم الصادرات الرئيسية لبيلاروسيا، ويمثل مصدرًا حيويًا لإيرادات النقد الأجنبي. بيلاروسيا تعتمد بشكل كبير على هذا المورد المعدني، حيث تعتبر شركات “بيلاروسكالي” و”أورالكالي” الروسية، بالإضافة إلى “نيوترين” و”موزاييك” الأمريكية الشمالية، من بين أكبر منتجي البوتاس في العالم. فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة “بيلاروسكالي” في عام 2021، مما أدى إلى إعادة توجيه بيلاروسيا مبيعاتها من خلال روسيا.
تأثير العقوبات السابقة
أدت العقوبات الأمريكية السابقة على “بيلاروسكالي” إلى زيادة الاعتماد الاقتصادي لبيلاروسيا على روسيا. حيث اضطرت مينسك إلى البحث عن طرق بديلة لتصدير البوتاس، مما عزز الشراكة مع موسكو. ومع ذلك، فإن رفع هذه العقوبات وحده قد لا يكون كافيًا لتقليل هذا الاعتماد بشكل كبير.
دور الاتحاد الأوروبي
يعتمد تأثير قرار الولايات المتحدة بشكل كبير على الإجراءات التي سيتخذها الاتحاد الأوروبي. فقد فرض الاتحاد الأوروبي حظرًا خاصًا به على مرور البوتاس المصنّع في بيلاروسيا عبر ليتوانيا، والتي كانت سابقًا مركز التصدير الرئيسي لهذه الأسمدة إلى ميناء كلايبيدا على بحر البلطيق. ما لم يرفع الاتحاد الأوروبي هذا الحظر، فإن قدرة بيلاروسيا على الاستفادة الكاملة من رفع العقوبات الأمريكية ستكون محدودة.
العلاقات الأمريكية البيلاروسية في طور التحسن
يأتي هذا التطور في إطار محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتحسين العلاقات مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو. لوكاشينكو، الذي يوصف نظام حكمه بالسلطوي، هو حليف وثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هذا التقارب بين مينسك وموسكو أثار قلقًا في الغرب، خاصةً في ظل دور بيلاروسيا في الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
سمح لوكاشينكو للقوات الروسية باستخدام الأراضي البيلاروسية كمنصة لإطلاق هجومها على أوكرانيا في عام 2022، مما أدى إلى فرض عقوبات غربية على بيلاروسيا. تعتبر هذه العقوبات جزءًا من جهود دولية أوسع للضغط على روسيا وبيلاروسيا لوقف الحرب.
تداعيات محتملة على التحالف الروسي البيلاروسي
قد يؤدي رفع العقوبات الأمريكية على البوتاس البيلاروسي إلى تغيير ديناميكيات العلاقة بين بيلاروسيا وروسيا. فقد يقلل من اعتماد مينسك الاقتصادي على موسكو، مما قد يمنحها قدرًا أكبر من الاستقلالية في سياستها الخارجية. ومع ذلك، من غير المرجح أن يؤدي هذا القرار إلى قطع العلاقات بين البلدين بشكل كامل، نظرًا للتحالف الوثيق بين لوكاشينكو وبوتين.
البتاس (Potash) هو عنصر غذائي أساسي للنباتات، ويستخدم على نطاق واسع في إنتاج الأسمدة. تعتبر بيلاروسيا من بين الدول الرائدة في إنتاج وتصدير الأسمدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العلاقات الدولية تشهد تطورات متسارعة في ظل الأوضاع الجيوسياسية الحالية.
في الختام، يمثل قرار الولايات المتحدة برفع العقوبات عن البوتاس البيلاروسي خطوة مهمة في تطور العلاقات بين البلدين. من المتوقع أن يراقب الاتحاد الأوروبي عن كثب التطورات، وقد يتخذ قرارات مماثلة في المستقبل. يبقى من غير الواضح ما إذا كان هذا القرار سيؤدي إلى تغيير كبير في العلاقة بين بيلاروسيا وروسيا، ولكن من المؤكد أنه سيؤثر على المشهد الاقتصادي والسياسي في المنطقة. الخطوة التالية ستكون مراقبة رد فعل الاتحاد الأوروبي وتحديد ما إذا كانت ستتبع نفس النهج في تخفيف القيود المفروضة على بيلاروسيا.

