Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الاقتصاد

الأسواق الناشئة الحدودية تجذب المستثمرين بعد عام استثنائي

من المتوقع أن تشهد الأسواق الناشئة الحدودية استمراراً في أدائها القوي خلال العام المقبل، مدفوعة بتزايد ثقة المستثمرين في التعافي الاقتصادي العالمي وانخفاض المخاطر المتعلقة بالتخلف عن سداد الديون السيادية. يشهد هذا القطاع اهتماماً متزايداً من صناديق الاستثمار العالمية، مما يعكس تحولاً في النظرة تجاه هذه الاقتصادات التي كانت تواجه تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة.

تُركز الشركات المتخصصة في إدارة الأصول على فرص الاستثمار في دول مثل سريلانكا وبنغلاديش والأرجنتين وغانا والإكوادور ونيجيريا وباكستان، مع توقعات بتحقيق عوائد مجزية من خلال الاستثمار في السندات والأسهم. هذا التحول يأتي في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تقلبات، مما يجعل هذه الأسواق بديلاً جذاباً للمستثمرين الباحثين عن تنويع محافظهم الاستثمارية.

صعود الأسواق الناشئة الحدودية: فرص وتحديات

بعد سنوات من المعاناة، بدأت بعض هذه الاقتصادات في تحسين أوضاعها المالية، مما جعلها أكثر جاذبية للمستثمرين. يُعزى هذا التحسن إلى جهود الإصلاح الاقتصادي التي تبنتها هذه الدول، بالإضافة إلى تحصينها النسبي ضد التوترات التجارية والمخاطر الجيوسياسية العالمية. يُعد هذا التحول في المعنويات تغيراً ملحوظاً مقارنة بالوضع السابق، حيث كانت هذه الدول تواجه صعوبات كبيرة في سداد ديونها.

أداء قوي في عام 2023

حقق مؤشر “إم إس سي آي” للأسواق الناشئة الحدودية مكاسب تتجاوز 40% بالدولار هذا العام، مسجلاً أفضل أداء له منذ عام 2005. كما ارتفع مؤشر “فوتسي” لسندات حكومات الأسواق الناشئة الحدودية بنسبة 12%، متجهاً نحو تسجيل عام قياسي. وتُظهر البيانات أن مصر وباكستان وبوليفيا من بين الدول التي حققت أعلى عوائد على الديون هذا العام، مما يؤكد جاذبية هذه الأسواق.

يرى خبراء الاستثمار أن الأسواق الناشئة الحدودية توفر عوائد مرتفعة وفرصاً لتحقيق مكاسب رأسمالية، مما يجعلها خياراً جذاباً لتحقيق عائد إجمالي في عام 2026. بالإضافة إلى ذلك، تتميز هذه الأسواق بأنها أقل ارتباطاً بالأسواق العالمية عالية المخاطر، مما يوفر درجة من الاستقرار النسبي.

توسيع نطاق الاستثمار

تخطط العديد من الشركات لإدارة الأصول لتوسيع انكشافها على الأسواق الناشئة الحدودية. تعتزم شركة “أبردين” زيادة حيازاتها من السندات بالعملة المحلية في هذه الاقتصادات خلال العام المقبل، بعد أن تفوقت على 98% من نظيراتها خلال السنوات الخمس الماضية. كما تدرس الشركة توسيع انكشافها على السندات المحلية في أوغندا وكازاخستان.

من جانبه، وصف دانيال وود، مدير المحافظ في شركة “ويليام بلير إنفستمنت مانجمنت”، الأسواق الحدودية بأنها من “أبرز رهانات الشركة الاستثمارية”. وأشار إلى تفضيل سلة متنوعة من الدول الناشئة الحدودية غير المترابطة مع بعضها البعض، مثل أوزبكستان وكازاخستان وغانا، والتي من المتوقع أن تواصل تحقيق عوائد قوية.

مخاطر وتوقعات مستقبلية

على الرغم من التفاؤل السائد، يحذر بعض المراقبين من ضرورة خفض التوقعات بشأن مكاسب السندات في العام المقبل، بعد الهبوط الكبير في فروقات العائد على أدوات الدين السيادية. كما أن الأسواق الناشئة لا تزال تواجه مخاطر تقليدية مثل ضعف السيولة والتقلبات السياسية، والتي يجب أخذها في الاعتبار.

ومع ذلك، يرى العديد من المستثمرين أن هذه المخاطر قابلة للإدارة، وأن الفرص المتاحة في هذه الأسواق تفوق التحديات. يعتقد كيفن دالي من شركة “أبردين” أن أسوأ سيناريو للأسواق الناشئة الحدودية يتمثل في فترة مرتفعة من العزوف عن المخاطر، لكنها عادةً لا تدوم طويلاً، حيث يتجدد اهتمام المستثمرين عندما تنخفض أسعار الأصول.

في الختام، من المتوقع أن تستمر الأسواق الناشئة الحدودية في جذب اهتمام المستثمرين خلال العام المقبل، مدفوعة بالتعافي الاقتصادي والتحسينات في الأوضاع المالية. ومع ذلك، يجب على المستثمرين مراقبة المخاطر المحتملة وتقييم الفرص المتاحة بعناية. من المهم متابعة التطورات الاقتصادية والسياسية في هذه الدول، بالإضافة إلى أداء الأسواق المالية، لتقييم مدى جاذبية الاستثمار في هذه الأسواق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *