بتكوين تميل للهبوط مع تصدي البائعين الجدد لمحاولات صعودها

يواصل سعر بيتكوين انخفاضه، متجهاً نحو أدنى مستويات نطاقه السعري الأخير. ويواجه أي ارتفاع في السعر ضغوط بيع قوية من قبل المستثمرين الذين اشتروا العملة المشفرة الرائدة في أوائل أكتوبر الماضي، عندما سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق. يشير هذا التراجع إلى حالة من عدم اليقين في سوق العملات الرقمية، مع تزايد المخاوف بشأن استمرار الاتجاه الهبوطي.
وفقًا لشركة Glassnode لتحليل العملات المشفرة، تشير عدة مؤشرات إلى دخول السوق في مرحلة “هبوطية خفيفة”. تتميز هذه المرحلة بتدفقات رأسمالية محدودة مصحوبة بضغوط بيع مستمرة من قبل كبار حائزي العملة. ومع بقاء الأسعار في نطاق ضيق، فإن عامل الوقت يلعب دورًا سلبيًا، حيث تتراكم الخسائر المحاسبية للمستثمرين.
تراجع سعر بيتكوين وتأثيره على السوق
انخفضت قيمة بيتكوين بنسبة تصل إلى 3.6% خلال تعاملات نيويورك يوم أمس، لتصل إلى 89,502 دولارًا أمريكيًا. هذا الانخفاض يضع العملة المشفرة على مسار لإنهاء الأسبوع دون تغيير يذكر. ومنذ أن بلغت بيتكوين ذروتها بالقرب من 126,000 دولار في السادس من أكتوبر، هوت قيمتها بنحو 30%.
يأتي هذا التراجع في أعقاب أداء ضعيف للأصول ذات المخاطر العالية بشكل عام، ولكن على عكس المعتاد، لم تشهد بيتكوين انتعاشًا ملحوظًا عندما تعافت هذه الأصول. يعكس هذا الانفصال عن الارتباط الإيجابي المعتاد حالة من شح السيولة وتراجع شهية المخاطرة في السوق، حتى بعد أن فشل قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتخفيض أسعار الفائدة في إعادة الزخم إلى الأصول الرقمية.
مؤشرات على ضعف السوق
أظهرت بيانات Glassnode أن التقلبات الضمنية بدأت في الانخفاض، وهو أمر شائع بعد آخر حدث اقتصادي رئيسي في العام. في هذه الحالة، يشير ذلك إلى اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) في 10 ديسمبر الحالي. إذا لم يشهد السوق أي تطورات مفاجئة تتعلق بالسياسة النقدية، فمن المتوقع أن يعود البائعون الذين يتبعون استراتيجية “غاما” إلى السوق، مما قد يؤدي إلى تسريع انخفاض التقلبات ودفع الأسواق نحو بيئة منخفضة السيولة.
يُشار إلى “بائعي غاما” عادةً بصناع السوق أو المستثمرين المؤسسيين الكبار الذين يبيعون عقود الخيارات. يحققون أرباحًا عندما يظل سعر الأصل الأساسي مستقرًا، ولكنهم يواجهون مخاطر أكبر وخسائر محتملة في حالة حدوث تحركات سعرية كبيرة.
العوامل الاقتصادية وتوقعات مستقبلية
يرى ميتش غالر، المتداول في شركة GSR، أن الظروف الاقتصادية الكلية تلعب دورًا متزايدًا في تحديد حركة أسعار العملات المشفرة. ويضيف أن تدفقات التداول كانت مبالغًا فيها خلال الأشهر الأخيرة، وهي سمة مميزة للأسواق الهبوطية. يعزو هذا إلى عوامل مثل الإغلاق الحكومي الأمريكي، مما يحد من الوصول إلى معلومات بنك الاحتياطي الفيدرالي، والمسارات غير الواضحة للسياسات، وعدم اليقين الجيوسياسي.
على الرغم من توقعاته باستمرار التقلبات على المدى القصير، يرى غالر إمكانية حدوث انتعاش في نهاية العام، مشيرًا إلى أن ثقة المستثمرين “سلبية للغاية” وأن الأسواق لم تشهد بعد موجات هبوط متسارعة. هذا يشير إلى أن السوق قد يكون قد وصل إلى نقطة تشبع بيع.
في المقابل، حذر تيموثي ميسير، رئيس الأبحاث في شركة BRN لتحليل الأصول الرقمية، من أن استقرار السوق الحالي يقوم على “أساس هش”. ويوضح أن السيولة الضعيفة وتدفقات الصناديق المتداولة في البورصة المتباينة تعكس قطاعًا “يبحث عن اتجاه أكثر من التزامه بمسار محدد”. يشير هذا إلى أن السوق لا يزال عرضة لتقلبات كبيرة.
بشكل عام، يظل مستقبل بيتكوين غير مؤكد. سيكون من المهم مراقبة تطورات السياسة النقدية الأمريكية، والبيانات الاقتصادية العالمية، والأحداث الجيوسياسية في الأسابيع المقبلة. كما أن مراقبة مؤشرات السيولة وحركة رؤوس الأموال الكبيرة ستكون حاسمة لتقييم ما إذا كان السوق سيستمر في الاتجاه الهبوطي أو سيشهد انتعاشًا.
من المتوقع أن يركز المستثمرون على اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في 10 ديسمبر، بحثًا عن أي إشارات حول مستقبل أسعار الفائدة. أي مفاجأة تتعلق بالسياسة النقدية قد تؤدي إلى تقلبات كبيرة في أسواق العملات المشفرة. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة التطورات الجيوسياسية عن كثب، حيث يمكن أن تؤثر أيضًا على شهية المخاطرة في السوق.

