بلومبرغ: “أوبك+” مستمر بتجميد زيادات إنتاج النفط بالربع الأول 2026

من المتوقع أن يواصل تحالف “أوبك+” سياساته الحالية المتمثلة في تجميد زيادات إنتاج النفط حتى مطلع عام 2026، وذلك في ظل مخاوف متزايدة بشأن وفرة المعروض العالمي وتأثيرها على الأسعار. يأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه أسواق الطاقة تقلبات كبيرة، مع تداعيات محتملة للتطورات الجيوسياسية على الإمدادات العالمية.
أكد مسؤولون مطلعون على المناقشات أن الاجتماع الافتراضي للتحالف المقرر عقده يوم الأحد سيكون مخصصاً بشكل أساسي للمصادقة على السياسات المتفق عليها مسبقاً. وتشير التوقعات إلى أن الاجتماع لن يشهد أي تغييرات جذرية في استراتيجية الإنتاج الحالية، بل سيكون تأكيداً للخطط الموضوعة للربع الأول من عام 2026.
تجميد الإنتاج: استجابة لظروف السوق وأسعار النفط
يعكس قرار “أوبك+” بتجميد زيادات الإنتاج توجهاً حذراً يهدف إلى الحفاظ على استقرار السوق ومنع حدوث انهيار في الأسعار. فقد شهدت أسعار خام برنت تداولاً قرب 63 دولاراً للبرميل، مما يشير إلى ضغوط على الأسعار في ظل توقعات بزيادة المعروض.
توقعات بزيادة المعروض وتأثيرها على الأسعار
تتوقع وكالة الطاقة الدولية، ومقرها باريس، فائضاً قياسياً في المعروض من النفط قد يصل إلى 5 ملايين برميل يومياً خلال الربع الأول من العام المقبل. هذا الفائض المحتمل قد يؤدي إلى تضخم المخزونات العالمية، مما يزيد الضغط على الأسعار ويقلل من إيرادات الدول المنتجة.
في بداية العام الجاري، فاجأ “أوبك+” الأسواق بإعادة تشغيل الإنتاج المتوقف بوتيرة سريعة، في محاولة لاستعادة الحصة السوقية في سوق النفط العالمية. لكن هذه الخطوة، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج من دول أخرى، ساهمت في زيادة المعروض العالمي وتفاقم المخاوف بشأن الفائض.
السلام في أوكرانيا والإمدادات الروسية: عامل مؤثر على سوق الطاقة
يأتي اجتماع “أوبك+” في ظل حالة من عدم اليقين المتزايد، حيث تشهد السوق تطورات جيوسياسية قد تؤثر بشكل كبير على الإمدادات العالمية. وتشمل هذه التطورات الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، والتي قد تؤدي إلى عودة بعض الإمدادات الروسية إلى السوق.
إذا نجحت الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في أوكرانيا، فقد تخفف الضغوط على أسعار النفط وتزيد من المعروض العالمي. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستنجح، وما هو حجم الإمدادات الروسية التي قد تعود إلى السوق في حالة التوصل إلى اتفاق.
بالإضافة إلى ذلك، يركز “أوبك+” على مراجعة طويلة الأجل لقدرات الإنتاج لدى الدول الأعضاء. يهدف هذا التحليل إلى تقييم قدرة التحالف على الاستجابة للتغيرات في الطلب والعرض في المستقبل، وضمان استقرار السوق على المدى الطويل.
من المقرر أن يعقد التحالف أربعة اجتماعات يوم الأحد، بما في ذلك مؤتمر عبر الفيديو يضم ثمانية أعضاء معنيين بالتعديلات الشهرية للإنتاج. ستركز هذه الاجتماعات على تقييم أداء السوق وتحديد أي إجراءات إضافية قد تكون ضرورية للحفاظ على استقرار الأسعار.
في الختام، من المتوقع أن يستمر “أوبك+” في اتباع نهج حذر في إدارة إنتاج النفط، مع التركيز على الحفاظ على استقرار السوق ومنع حدوث تقلبات كبيرة في الأسعار. ستكون التطورات الجيوسياسية، وخاصةً المفاوضات المتعلقة بأوكرانيا، عاملاً رئيسياً يؤثر على قرارات التحالف في المستقبل. يجب مراقبة تطورات هذه المفاوضات عن كثب، بالإضافة إلى بيانات العرض والطلب العالمية، لتقييم المسار المستقبلي لأسعار النفط.

