Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الاقتصاد

ترمب: يجب الحصول على غرينلاند

جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مرة أخرى، اهتمامه بالسيطرة على غرينلاند، معلناً عن تعيين حاكم ولاية لويزيانا، جيف لاندري، مبعوثاً خاصاً للجزيرة. جاء هذا الإعلان يوم الاثنين في منتجع مارالاغو بفلوريدا، وأثار ردود فعل دولية متصاعدة، خاصة من الدنمارك والاتحاد الأوروبي. ويرى ترمب أن السيطرة على غرينلاند أمر حيوي للأمن القومي الأمريكي.

وأكد ترمب أن رغبته في الحصول على غرينلاند لا تتعلق بالموارد الطبيعية أو احتياطيات الطاقة الموجودة بالجزيرة، بل بقناعته بأن الدنمارك لا توفر الحماية الكافية للإقليم. غرينلاند هي إقليم دنماركي يتمتع بحكم ذاتي واسع، ويضم حكومة وبرلمان منتخبين.

ترمب يعيد إحياء ملف السيطرة على غرينلاند

هذا ليس أول مرة يعبر فيها الرئيس ترمب عن اهتمامه بـغرينلاند. ففي عام 2019، أثار جدلاً واسعاً عندما طرح فكرة شراء الجزيرة من الدنمارك بشكل علني. وعلى الرغم من رفض الدنمارك القاطع للفكرة، يبدو أن ترمب لم يتخل عن طموحاته في هذا الصدد.

وقال ترمب إن لاندري يتمتع بمهارات تفاوضية عالية، مما يجعله الشخص المناسب لقيادة هذه “الحملة”. وأضاف أنه لاحظ وجود سفن روسية وصينية بالقرب من سواحل غرينلاند، وهو ما يعزز وجهة نظره حول أهمية الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي في المنطقة.

المخاوف الأوروبية والرد الدنماركي

أثار إعلان ترمب ردود فعل قوية في أوروبا، حيث أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على التضامن الكامل مع الدنمارك وشعب غرينلاند. وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يولي أهمية قصوى لأمن منطقة القطب الشمالي، ويسعى للتعاون مع الحلفاء والشركاء في هذا المجال.

وشددت فون دير لاين على أن السلامة الإقليمية والسيادة هما مبدآن أساسيان في القانون الدولي، وهما ضروريان لجميع الدول حول العالم.

في الدنمارك، لقي الإعلان استياء واسعاً. وصرح مسؤولون دنماركيون بأن أي محاولة لتقويض حكم غرينلاند الذاتي ستعتبر عملاً عدائياً. كما انتقدوا إصرار ترمب على تجاهل إرادة الشعب الغرينلاندي.

زيادة الاهتمام الاستراتيجي بالقطب الشمالي

يأتي هذا التجديد لاهتمام ترمب بـغرينلاند في سياق تزايد المنافسة الدولية في منطقة القطب الشمالي. فالذوبان المتسارع للجليد بسبب تغير المناخ يفتح طرقاً ملاحية جديدة، ويزيد من الوصول إلى الموارد الطبيعية الهائلة الموجودة في المنطقة. ويعتبر القطب الشمالي منطقة ذات أهمية استراتيجية متزايدة، حيث تسعى دول مختلفة لتعزيز نفوذها فيها.

بالإضافة إلى ترمب ولاندري، أظهر مسؤولون أمريكيون بارزون مثل نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الطاقة كريس رايت، اهتماماً بالمنطقة. كما زارها دونالد ترمب الابن في وقت سابق من هذا العام.

ويراقب السكان المحليون في غرينلاند والمسؤولون الدنماركيون هذه التطورات بحذر شديد. وقد أصدرت هيئة الاستخبارات الدفاعية الدنماركية تقريراً مؤخراً، يشير إلى أن الولايات المتحدة تمثل “خطرًا أمنيًا محتملاً”، بسبب سعيها لاستخدام قوتها الاقتصادية والتكنولوجية للتأثير على الحلفاء والخصوم. (الاستخبارات الدنماركية)

تتزايد المخاوف بشأن التداعيات المحتملة لهذه التطورات على الاستقرار الإقليمي والعلاقات بين الولايات المتحدة والدنمارك. تعتبر غرينلاند جزءاً من المملكة الدنماركية، ويتمتع سكانها بحق تقرير المصير.

في خطوة أخرى، تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز التعاون مع الدول الاسكندنافية في مجال الأمن القومي. فقد عقدت اجتماعات مكثفة مع مسؤولين من النرويج والسويد وفنلندا لمناقشة المخاوف المشتركة بشأن النفوذ الروسي والصيني في القطب الشمالي. (المعلومات من مصادر دبلوماسية)

من المتوقع أن يقوم جيف لاندري، المبعوث الخاص الجديد، بزيارة غرينلاند في الأسابيع القادمة، لبدء محادثات مع المسؤولين المحليين والدنماركيين. ولكن من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه المحادثات ستؤدي إلى أي نتائج ملموسة. يبقى الوضع معلقاً، ويتطلب متابعة دقيقة للتطورات المستقبلية، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة في منطقة القطب الشمالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *