ثروة إيلون ماسك تتجاوز عتبة 600 مليار دولار لأول مرة

تخطت ثروة رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك حاجز الـ 600 مليار دولار للمرة الأولى، مدفوعة بتقييم جديد لشركة “سبيس إكس” (SpaceX). وقد سجلت أحدث الأرقام نحو 638 مليار دولار، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، مما يعزز مكانة إيلون ماسك كأغنى شخص في العالم. ويعزى هذا الارتفاع الملحوظ بشكل رئيسي إلى صفقة بيع أسهم داخلية رفعت قيمة سبيس إكس إلى 800 مليار دولار.
جاء هذا التقييم القياسي لسبيس إكس بعد فترة من النمو السريع والنجاحات المتتالية في مجال الفضاء، بما في ذلك إطلاق صواريخ فالكون 9 وإدارة خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستارلينك. ويقود ماسك، البالغ من العمر 54 عامًا، الشركة كمالك ومؤسس ورئيس تنفيذي، مما يمثل حصة كبيرة في هذا الإنجاز المالي. ويقع مقر الشركة في ستاربيس بولاية تكساس.
ارتفاع ثروة إيلون ماسك بفضل سبيس إكس
يمثل تقييم سبيس إكس الجديد نقطة تحول كبيرة في مسيرة إيلون ماسك المالية. فقد بلغت قيمة حصته البالغة 42% في الشركة حوالي 317 مليار دولار بعد خصم السيولة المتعلقة بالشركات الخاصة، وفقاً لبلومبرغ. هذا الارتفاع يضع ماسك على أعتاب تحقيق لقب أول شخص في العالم تتجاوز ثروته تريليون دولار.
بدأ صعود ماسك الصاروخي في العام 2020، مع الارتفاع الكبير في قيمة أسهم شركة “تسلا” للسيارات الكهربائية، والتي يشغل فيها أيضًا منصب الرئيس التنفيذي. وفي مايو 2013، عندما أُدرج اسمه لأول مرة في المؤشر، كانت ثروته تبلغ 4.8 مليار دولار فقط، مما يوضح حجم التحول الذي شهده في السنوات الأخيرة.
تأثير ستارلينك على تقييم سبيس إكس
تلعب خدمة ستارلينك دوراً محورياً في تقييم شركة سبيس إكس. فهي توفر الإنترنت عالي السرعة عبر الأقمار الصناعية، وتستهدف المناطق النائية والمحرومة من الوصول إلى شبكات الاتصالات التقليدية. وقد ساهمت هذه الخدمة بشكل كبير في جذب رأس المال والاستثمارات إلى الشركة.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر سبيس إكس الرائدة في قطاع الإطلاق المداري بفضل صواريخ فالكون 9، التي أثبتت موثوقيتها وفعاليتها من حيث التكلفة. تشكل هذه الصواريخ أساس قدرة سبيس إكس على المنافسة في السوق العالمية للفضاء.
خطط مستقبلية لـ سبيس إكس والذكاء الاصطناعي
لا يقتصر طموح إيلون ماسك على استكشاف الفضاء وتقديم خدمات الإنترنت، بل يشمل أيضًا تطوير حلول مبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد كشف ماسك مؤخرًا عن خطط لإنشاء مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي في الفضاء، بهدف توفير قدرات حوسبة فائقة السرعة والموثوقية.
يسعى ماسك لتحقيق أقصى استفادة من البيئة الفريدة التي يوفرها الفضاء، مثل البرودة العالية والفراغ، لخلق بنية تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي. هذا المشروع الطموح قد يكون له آثار كبيرة على مستقبل التكنولوجيا وقدرات الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، لا تزال هناك خطوات مهمة يجب على سبيس إكس اتخاذها لتحقيق المزيد من النمو. تشمل هذه الخطوات الحصول على الموافقات اللازمة من الجهات التنظيمية، وتوسيع نطاق عملياتها، وتطوير تقنيات جديدة.
تستهدف سبيس إكس إجراء طرح عام أولي (IPO) في وقت مبكر من العام المقبل، وهو ما قد يرفع تقييم الشركة إلى 1.5 تريليون دولار. إذا نجح هذا الطرح، فسيصل صافي ثروة إيلون ماسك إلى أكثر من 625 مليار دولار، مما يقربه بشكل كبير من لقب أول تريليونير في العالم. لكن نجاح الطرح العام الأولي ليس مضمونًا ويعتمد على ظروف السوق والتقييم النهائي للشركة.
يبقى مستقبل ثروة إيلون ماسك مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بأداء سبيس إكس وقدرتها على تنفيذ خططها الطموحة في مجالات الفضاء والإنترنت والذكاء الاصطناعي. من المتوقع أن يستمر الاهتمام بتحركاته الاستثمارية والمشاريع المستقبلية التي يقودها.

