زيلنيسكي: واشنطن تعرض إجراء محادثات ثلاثية مشتركة مع روسيا وأوكرانيا

عرضت الولايات المتحدة إجراء محادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا بمشاركة مسؤولين من روسيا وأوكرانيا، وذلك في ظل جهود دبلوماسية يقودها فريق الرئيس السابق دونالد ترامب. صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن هذه المبادرة تتطلب أولاً محادثات ثنائية بين واشنطن وكييف لتقييم جدواها، مع إمكانية انضمام ممثلين أوروبيين إلى العملية لاحقاً. وتعتبر هذه التطورات جزءاً من سياق أوسع يسعى إلى إيجاد حل للصراع الدائر، مع التركيز على قضايا مثل الأراضي والضمانات الأمنية.
بدأت هذه الجهود الدبلوماسية بعد سلسلة من المشاورات بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر ترامب، مع مسؤولين أوكرانيين ودول أوروبية داعمة لكييف في برلين. ويهدف هذا المسار إلى استكشاف إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مستقر، ومع ذلك، لا يزال الطريق أمام هذه المحادثات مليئاً بالتحديات.
محادثات السلام في أوكرانيا: جهود أمريكية جديدة
تأتي هذه المبادرة الأمريكية في وقت تقل فيه المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، مما يعزز الحاجة إلى حل دبلوماسي. وفقاً لتصريحات زيلينسكي، فإن الولايات المتحدة اقترحت صيغة تشمل اجتماعاً ثلاثياً بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة نفسها، مع إمكانية إضافة ممثلين أوروبيين. ومع ذلك، أكد زيلينسكي أن نجاح هذه المحادثات يعتمد بشكل كبير على نتائج الجولة الأولى من المفاوضات الأمريكية الأوكرانية الجارية حالياً.
نقاط الخلاف الرئيسية
تشمل القضايا الرئيسية التي ستتم مناقشتها في هذه المحادثات مستقبل الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا حالياً. وقد ألمح الرئيس ترامب سابقًا إلى أن أوكرانيا قد تضطر إلى التخلي عن بعض هذه الأراضي كجزء من اتفاق سلام، وهو ما يرفضه زيلينسكي بشكل قاطع. بالإضافة إلى ذلك، تسعى أوكرانيا للحصول على ضمانات أمنية قوية من حلفائها في حال استئناف روسيا لعدوانها في المستقبل.
أوكرانيا تصر على أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون عادلاً ويحترم سيادتها ووحدة أراضيها. كما تطالب بضمانات أمنية موثوقة تتضمن حزمة ردع فعالة، وزيادة الدعم العسكري، وتطبيق عقوبات صارمة على روسيا في حالة انتهاكها للاتفاق. في الوقت نفسه، يناقش الطرف الأوكراني والامريكي شروط إجراء انتخابات رئاسية في اوكرانيا، بما في ذلك توفير الأمن اللازم لذلك.
وفي سياق منفصل، صرح ماركو روبيو، مستشار الأمن القومي بالإنابة لترامب، بأن المفاوضين الأمريكيين لا يمارسون ضغوطاً كبيرة على كييف للتوصل إلى اتفاق سريع. ومع ذلك، فإن التحديات لا تزال قائمة، حيث يرفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التراجع عن مطالبه القصوى في أوكرانيا.
خطة السلام الأولية
تضمنت خطة السلام الأولية التي وضعتها الولايات المتحدة بالتعاون مع روسيا، إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا. وشدد زيلينسكي على ضرورة وقف إطلاق النار أو التوصل إلى إنهاء للحرب لخلق الظروف المناسبة لإجراء هذه الانتخابات بشكل ديمقراطي وآمن. وأضاف أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها للمساعدة في ضمان إجراء انتخابات عادلة وآمنة إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام.
في السابق، كان الرئيس ترامب قد صرح بأنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال فترة زمنية قصيرة في حال عودته إلى البيت الأبيض، ولكن محاولاته السابقة للتوسط في وقف إطلاق النار باءت بالفشل بسبب تصلب موقف روسيا.
يجدر بالذكر أن هذه المفاوضات تأتي بعد تقارير تشير إلى أن روسيا حققت مكاسب عسكرية في أوكرانيا، مما قد يعزز موقفها التفاوضي. لكن هذه التقارير لم يتم التحقق منها بشكل مستقل حتى الآن.
من المتوقع أن يلتقي ويتكوف وكوشنر مع المبعوث الروسي كيريل ديميترييف في فلوريدا خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناقشة تفاصيل اقتراح السلام. وستراقب الأوساط الدولية هذه الاجتماعات عن كثب لتقييم فرص التوصل إلى حل للصراع.
في الختام، تمثل الجهود الدبلوماسية الحالية فرصة جديدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن نجاحها يعتمد على استعداد جميع الأطراف لتقديم تنازلات والتوصل إلى اتفاق سلام عادل ومستدام. الخطوة التالية الحاسمة هي نتائج المحادثات الأمريكية الأوكرانية الجارية، والتي ستحدد ما إذا كانت المفاوضات الثلاثية ستعقد أم لا. من المهم متابعة التطورات في هذا الملف، خاصةً فيما يتعلق بموقف روسيا من أي مقترحات جديدة.

