هبط سعر خام الحديد إلى أدنى مستوى له في شهر، مع استمرار الضغط على الأسعار قبيل اجتماع اقتصادي هام في الصين. يعكس هذا الانخفاض مخاوف متزايدة بشأن الطلب على الصلب، خاصةً في ظل التحديات التي تواجه قطاع العقارات الصيني. وتراجع سعر العقود الآجلة لخام الحديد في سنغافورة للجلسة الثالثة على التوالي، مقترباً من حاجز الـ 100 دولار للطن.
يأتي هذا التراجع في الوقت الذي تستعد فيه الصين لعقد مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، وهو اجتماع سنوي يحدد الأولويات السياسية والاقتصادية للعام المقبل. وتشير التوقعات إلى أن تعزيز الطلب المحلي سيكون على رأس هذه الأولويات، لكن تأثير ذلك على قطاع الصلب لا يزال غير واضح.
تأثير ضعف الطلب على أسعار خام الحديد
يُعد قطاع العقارات الصيني أحد أهم محركات الطلب على الصلب، ومع تباطؤ هذا القطاع، تأثر الطلب على الصلب بشكل ملحوظ. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا التباطؤ، حافظت الصين على واردات قوية من خام الحديد هذا العام، حيث سجلت الأحد عشر شهراً الأولى من العام مستويات قياسية.
تشير البيانات إلى أن المخزونات في الموانئ الصينية الرئيسية تتجاوز متوسطها الموسمي، على الرغم من أنها لا تزال أقل من مستويات عام 2023. هذا يشير إلى وجود فائض في المعروض، مما يزيد من الضغط على الأسعار.
هوامش الربح السلبية وتأثيرها
وفقًا لتحليل بنك كومنولث الأسترالي، فإن الهوامش الربحية السلبية لمصانع الصلب الصينية، بالإضافة إلى ضعف إنتاج الصلب الخام، تزيد من احتمالية استمرار انخفاض أسعار خام الحديد. هذا الوضع قد يدفع الشركات إلى تقليل عمليات الشراء، مما يؤدي إلى مزيد من الانخفاض في الأسعار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أي تسوية محتملة للحظر المفروض على بعض إمدادات شركة BHP، وهي من أكبر شركات تعدين الحديد في العالم، قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في المعروض، مما يزيد من الضغط على الأسعار.
الحظر على إمدادات BHP وتوقعات السوق
في الأشهر الأخيرة، ساهم الحظر الذي فرضته جهات حكومية صينية على بعض شحنات خام الحديد من شركة BHP في دعم الأسعار. لكن مع تزايد التوقعات بإمكانية رفع هذا الحظر، يخشى المستثمرون من أن يؤدي ذلك إلى طوفان في المعروض، مما قد يتسبب في انهيار الأسعار.
تراجع سعر العقود الآجلة لخام الحديد بنسبة 0.9% ليصل إلى 101.10 دولار للطن في الساعة 11:04 صباحًا بتوقيت سنغافورة، بعد أن سجل 100.85 دولار في وقت سابق. كما انخفضت العقود الآجلة المقومة باليوان في بورصة داليان بنسبة 0.6% إلى 773.5 يوان للطن، بالتزامن مع انخفاض أسعار الصلب في شنغهاي.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن السوق يتجه نحو حالة من عدم اليقين، حيث يراقب المستثمرون عن كثب نتائج مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في الصين. كما أنهم يتابعون أي تطورات تتعلق بالحظر على إمدادات BHP، والتي قد يكون لها تأثير كبير على الأسعار.
تأثيرات أوسع على أسواق السلع
لا يقتصر تأثير انخفاض أسعار خام الحديد على قطاع الصلب وحده، بل يمتد ليشمل أسواق السلع الأخرى. فقد يؤدي انخفاض الطلب على الحديد إلى تقليل الطلب على الطاقة والمواد الخام الأخرى المستخدمة في إنتاج الصلب. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر ذلك على أداء الشركات العاملة في قطاع التعدين والنقل.
ويرى بعض المحللين أن هذا الانخفاض في الأسعار قد يكون مؤقتًا، وأن الطلب على الصلب قد يتعافى في المستقبل مع تحسن الأوضاع الاقتصادية في الصين والعالم. لكن آخرين يحذرون من أن التحديات التي تواجه قطاع العقارات الصيني قد تستمر لفترة أطول، مما قد يؤدي إلى استمرار الضغط على أسعار الحديد.
من المتوقع أن يقدم مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في الصين تفاصيل حول خطط الحكومة لعام 2026، بما في ذلك الإجراءات التي ستتخذها لتحفيز الطلب المحلي وتعزيز النمو الاقتصادي. سيكون هذا الاجتماع حاسماً في تحديد مسار أسعار خام الحديد في المستقبل القريب. كما يجب مراقبة التطورات المتعلقة بقطاع العقارات الصيني، وأي تغييرات في السياسات التجارية التي قد تؤثر على واردات وصادرات الحديد.
