Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الاقتصاد

سعر النحاس يتهاوى مع انتظار قرار الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة

شهدت أسعار النحاس تراجعًا ملحوظًا بعد فترة صعود تاريخية، حيث تراجع المعدن بنسبة 0.7% في بورصة لندن للمعادن مع ترقب المستثمرين لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة. يأتي هذا الانخفاض في ظل توقعات بخفض أسعار الفائدة بربع نقطة مئوية، لكن المخاوف من تباطؤ وتيرة التخفيضات في المستقبل القريب تزيد من الضغوط على الأسواق السلعية.

يُعد النحاس من أهم المعادن الصناعية المستخدمة في قطاعات البناء والكهرباء والنقل، وتأثرت أسعاره مؤخرًا بالعديد من العوامل، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية وزيادة الطلب العالمي. هذا التراجع الحالي يعكس حالة من الحذر السائدة في الأسواق قبل الإعلان عن قرارات الفائدة.

توقعات أسعار الفائدة وتأثيرها على سوق النحاس

تشير التوقعات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يواصل خفض أسعار الفائدة بشكل تدريجي خلال عام 2024، لكن سرعة هذا التخفيض أصبحت موضع شك. فقد رجح متداولو عقود المبادلة تنفيذ خفضين إضافيين فقط بحلول نهاية العام، مقارنة بثلاثة كانت متوقعة في وقت سابق.

مؤشرات اقتصادية أميركية مختلطة

يعود هذا التغير في التوقعات إلى استمرار التضخم في الولايات المتحدة بوتيرة أعلى من المستهدف، بالإضافة إلى نقص في البيانات الاقتصادية بسبب الإغلاق الحكومي الأخير. هذه العوامل تزيد من الانقسام داخل البنك المركزي حول المسار الأمثل للسياسة النقدية، وفقًا لتقارير وكالة رويترز.

بالإضافة إلى ذلك، تجاوز مؤشر القوة النسبية للنحاس مستوى 70 نقطة، مما يشير إلى أن المعدن قد يكون في منطقة شراء مفرط، وبالتالي أكثر عرضة للتصحيح السعري.

الطلب الصيني يمثل تحديًا لأسعار النحاس

على الرغم من الدعم الذي قدمته الصين لسوق النحاس من خلال رؤيتها الاقتصادية للعام المقبل، والتي تؤكد على سياسة مالية “استباقية” لدعم النمو المحلي، إلا أن الطلب الفعلي من المصنعين الصينيين لا يزال ضعيفًا.

يواجه المصنعون الصينيون صعوبة في تمرير الزيادات القياسية في أسعار النحاس إلى المستهلكين، مما أدى إلى انخفاض رسوم معالجة قضبان النحاس المستخدمة في صناعة الأسلاك الكهربائية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق. تشير بيانات “ماي ستيل غلوبال” إلى أن هذه الرسوم وصلت إلى سالب 300 يوان (حوالي 42 دولارًا أمريكيًا) للطن في مقاطعة جيانغسو.

هذا الضعف في الطلب الصيني يمثل تحديًا كبيرًا لأسعار النحاس، خاصة وأن الصين تعد أكبر مستهلك للنحاس في العالم.

في بداية الأسبوع، ارتفع سعر النحاس إلى 11,771 دولارًا للطن، مدفوعًا بمخاوف تتعلق بالإمدادات والدعم الحكومي الصيني. لكن هذا الارتفاع لم يستمر، حيث تراجع السعر إلى 11,599.50 دولارًا للطن بحلول الساعة 12:28 ظهرًا بتوقيت شنغهاي. كما شهدت المعادن الأخرى، مثل الألمنيوم والزنك، انخفاضًا في الأسعار.

تأثير المخاوف بشأن الإمدادات

كانت المخاوف بشأن الإمدادات العالمية من النحاس، خاصة مع احتمال فرض رسوم جمركية على الواردات، قد ساهمت في ارتفاع الأسعار في الأسابيع الأخيرة. وقد أدى ذلك إلى تسارع تدفق الشحنات إلى الولايات المتحدة، مما أدى إلى شح المعروض وارتفاع العلاوات السعرية.

ومع ذلك، فإن هذه المخاوف بدأت تتلاشى مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية العالمية والطلب الفعلي من الصين.

الوضع الحالي يشير إلى أن سوق النحاس يواجه فترة من التقلبات وعدم اليقين. من المتوقع أن يستمر المستثمرون في مراقبة قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن كثب، بالإضافة إلى البيانات الاقتصادية الصادرة من الصين، لتقييم المسار المستقبلي لأسعار النحاس. من المهم أيضًا متابعة تطورات الإمدادات العالمية، بما في ذلك أي تغييرات في السياسات التجارية أو الإنتاجية.

من المرجح أن يكون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء هو المحرك الرئيسي لتحركات الأسعار في الأيام القادمة. أي إشارة إلى تشديد نقدي أكبر قد يؤدي إلى مزيد من الضغط على أسعار النحاس والمعادن الأخرى، بينما قد يؤدي التمسك بسياسة التيسير النقدي إلى استقرار الأسعار أو حتى ارتفاعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *