Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الاقتصاد

شركات رأس المال الجريء السعودية تتوقع زخماً بأنشطة الدمج والاستحواذ

تشهد عمليات الاندماج والاستحواذ في قطاع الشركات الناشئة في المملكة العربية السعودية زخمًا متزايدًا، حيث يرى خبراء رأس المال الجريء أن هذا الاتجاه سيشكل بديلًا جذابًا للطروحات العامة الأولية (IPOs) في ظل الظروف الاقتصادية الحالية. ويعزى هذا التحول إلى ضعف أداء أسواق الأسهم والتدقيق المتزايد في تقييمات الشركات، مما يجعل الاستحواذ والصفقات الثانوية خيارات أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن عوائد سريعة وموثوقة.

أكد عبد الله التمامي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ميراك كابيتال”، أن المستثمرين يفضلون الشركات ذات النمو السريع ولكنهم حريصون على تجنب تقلبات الأسواق العامة. وأضاف أن الشركات المستهدفة للاستحواذ غالبًا ما تكون أقل تكلفة مقارنة بتلك المدرجة في البورصة، مما يزيد من جاذبية هذه الصفقات.

تزايد عمليات الاندماج والاستحواذ في السعودية

تأتي هذه التوقعات في وقت تشهد فيه منظومة الشركات الناشئة السعودية نضوجًا ملحوظًا، مدفوعةً بمبادرات “رؤية 2030” الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. وقد ساهمت شركات رأس المال الجريء في دعم نمو شركات تعمل في قطاعات متنوعة مثل الألعاب الإلكترونية، والتقنية المالية (FinTech)، والأمن السيبراني، والسياحة، والأزياء.

وفقًا للتمامي، من المتوقع أن تشكل عمليات الاندماج والاستحواذ والصفقات الثانوية نسبة أكبر من عمليات التخارج في المملكة، خاصةً إذا استمرت الظروف الاقتصادية الحالية في تحدي أسواق الأسهم. تتوقع “ميراك كابيتال” نفسها إتمام ما بين خمس وعشر عمليات تسييل في محفظتها الاستثمارية خلال الـ 12 إلى 24 شهرًا القادمة، تشمل مزيجًا من الطروحات العامة والاستحواذات والصفقات الثانوية.

تحديات تواجه الطروحات العامة الأولية

شهدت أسواق المال السعودية ضغوطًا خلال العام الحالي، حيث كان أداء مؤشر “تاسي” من بين الأضعف مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى. وعلى الرغم من استقرار حجم العائدات من الطروحات العامة الأولية عند حوالي 4 مليارات دولار، إلا أن بعض الشركات التي طرحت أسهمها مؤخرًا واجهت صعوبات في الأداء.

في المقابل، برزت منطقة الشرق الأوسط كوجهة رئيسية لصفقات الاندماج والاستحواذ في قطاع الشركات الناشئة، حيث تم تسجيل 26 صفقة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، وفقًا لمنصة البيانات “ماغنيت”.

الاستحواذ والصفقات الثانوية: مسار أسرع للعوائد

تعتبر عمليات الاستحواذ والصفقات الثانوية بمثابة مسار أسرع وأكثر موثوقية لتحقيق العوائد الاستثمارية في الوقت الحالي. ترى بسمة السعيدي، المديرة ونائبة الرئيس لدى “إمباكت 46″، أن السوق يقترب من مرحلة النضج التي تشجع على ظهور المزيد من فرص الاندماج والاستحواذ.

وتتوقع السعيدي أن يكون المحرك الرئيسي لهذا النشاط هو الشركات التكنولوجية التي تسعى إلى التوسع، بالإضافة إلى الشركات التقليدية التي تهدف إلى إضافة قدرات رقمية جديدة. “إمباكت 46” لديها سجل حافل في دعم شركات ناشئة ناجحة مثل “جاهز” الدولية و”رسن” لتقنية المعلومات.

تضم محفظة “إمباكت 46” أيضًا شركة “لوسيديا” المتخصصة في إدارة تجربة العملاء، وشركة “تمارا” التي حققت مكانة مرموقة كشركة “يونيكورن” بقيمة تتجاوز مليار دولار في عام 2023. هذه الشركات تمثل أمثلة على النجاحات التي يمكن أن تؤدي إلى عمليات استحواذ أو صفقات ثانوية مستقبلية.

بشكل عام، يشير الاتجاه المتزايد نحو عمليات الاندماج والاستحواذ إلى تحول في استراتيجيات الاستثمار في قطاع الشركات الناشئة السعودي. من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل القريب، خاصةً مع استمرار التحديات التي تواجه أسواق الأسهم. سيراقب المستثمرون عن كثب تطورات “رؤية 2030” وتأثيرها على نمو الشركات الناشئة، بالإضافة إلى أي تغييرات في السياسات الاقتصادية التي قد تؤثر على جاذبية الطروحات العامة الأولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *