Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الاقتصاد

كيف دارت الأيام في قطاع الطيران بين “بوينغ” و”إيرباص”؟

في خضم التحديات التي واجهتها شركة “بوينغ” طوال العام الماضي، شهدت منافستها الأوروبية، “إيرباص”، تسارعًا في وتيرة إنتاجها. ومع ذلك، لطالما حثّ الرئيس التنفيذي لـ”إيرباص”، غيوم فوري، فريقه على التواضع، مدركًا أن الريادة في قطاع الطيران، الذي يهيمن عليه عملاقان، يمكن أن تتغير بسرعة. وقد جاءت الأحداث الأخيرة لتُذكّر “إيرباص” بأنها ليست بمنأى عن أزمات الإنتاج التي تعصف بالقطاع، خاصةً مع استمرار نقص الإمدادات واليد العاملة.

في الأسبوع الماضي، واجهت “إيرباص” سلسلة من الانتكاسات التي أثارت قلق المستثمرين وأدت إلى تراجع أداء أسهمها. هذه التطورات تأتي في وقت كانت فيه الشركة تسعى جاهدة للحفاظ على أهدافها السنوية لتسليم الطائرات، وهو مؤشر رئيسي لقدرتها الإنتاجية.

“إيرباص” تواجه تحديات متزايدة في الإنتاج

بدأت المشاكل في منتصف الأسبوع عندما اضطرت “إيرباص” إلى التراجع عن هدفها السنوي لتسليم الطائرات. وكشف التحقيق أن موردًا صغيرًا في إسبانيا قدّم ألواح طائرات غير مطابقة للمواصفات، مما أجبر الشركة على اتخاذ هذا القرار. هذا كشف عن مدى اعتماد “إيرباص”، بقيمتها السوقية التي تبلغ 155 مليار يورو، على شبكة معقدة من الموردين الصغار.

لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، ففي نهاية الأسبوع، دعت “إيرباص” إلى مراجعة برمجية عاجلة لأسطول يضم حوالي 6000 طائرة من طراز “A320” بسبب خلل محتمل في تفاعل أنظمة الحاسوب مع أدوات التحكم بالطيران. وفي غضون أيام قليلة، أعلنت الشركة عن مشكلة أخرى تتعلق بجودة بعض الألواح المعدنية المستخدمة في بدن الطائرة، مما استدعى فحص أكثر من 600 طائرة.

تأثير الأزمات على أداء السهم وثقة المستثمرين

أثارت هذه الضربات المتتالية مخاوف المستثمرين، مما أدى إلى تسجيل أسوأ أداء يومي لسهم “إيرباص” منذ أبريل. في المقابل، شهدت شركة “بوينغ” انتعاشًا في أسهمها، مدفوعة بتوقعات إيجابية بشأن تعافيها المالي وزيادة متوقعة في تسليمات الطائرات.

توني فرنانديز، مؤسس شركة طيران “إير آسيا”، صرّح في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ بأن “ضغوط النتائج الفصلية والمنافسة قد تؤدي إلى تراجع طفيف في الجودة”، مشيرًا إلى أن هذا يمثل تحذيرًا لجميع الشركات في القطاع.

“بوينغ” تستعيد زخمها في ظل أزمة “إيرباص”

نجحت “بوينغ” في التعافي من أزمة بدأت في عام 2018 بتحطم طائرتين، وتفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19، ثم تفاقمت في عام 2024 بسبب عيوب تصنيعية. وقد ساهمت التغييرات الإدارية بقيادة الرئيس التنفيذي الجديد كيلي أورتبرغ في استعادة زخم الشركة.

بالإضافة إلى ذلك، حظيت “بوينغ” بدعم من الحكومة الأمريكية، حيث استخدم الرئيس السابق دونالد ترمب صفقات الطائرات كورقة ضغط في المفاوضات التجارية. في المقابل، تعترف “إيرباص” بأن مبيعاتها لا تحظى بنفس المستوى من الدعم الحكومي.

ومع ذلك، من غير المرجح أن تصل تعثرات “إيرباص” الأخيرة إلى مستوى الأزمة التي واجهتها “بوينغ” في العام الماضي. فقد تمكنت الشركة من معالجة الخلل البرمجي بسرعة، وأعربت عن ثقتها بأن معظم الألواح الخاضعة للفحص ستكون سليمة.

تأثير نقص الإمدادات على قطاع الطيران

تعديل هدف التسليم سيؤدي إلى تأخير تسليم الطائرات لبعض شركات الطيران، في وقت تسعى فيه هذه الشركات إلى تحديث أساطيلها لتلبية الطلب المتزايد على السفر. وقد أعربت شركات مثل “رايان إير” عن قلقها بشأن التأخيرات المتكررة التي تعرقل خطط النمو.

يشير المحلل ينس-بيتر ريك من شركة MWB Research إلى أن المشكلة في ألواح هيكل الطائرة تسلط الضوء على الهشاشة المستمرة في سلسلة التوريد الخاصة بطائرات الممر الواحد، وأن “إيرباص” تواجه قيودًا هيكلية تعيق زيادة الإنتاج. ويضيف أن التوقعات طويلة الأجل للإنتاج “باتت تبدو أبعد فأبعد عن الواقع”.

مستقبل صناعة الطيران وتحديات الجودة

في ظل المنافسة الشديدة بين “إيرباص” و”بوينغ”، تبرز أهمية الحفاظ على معايير الجودة وضمان قدرة سلسلة التوريد على مواكبة الزيادة في الإنتاج. مع دخول الصين سوق الطيران، يظل مستقبل “إيرباص” و”بوينغ” متشابكًا.

تخطط “إيرباص” لرفع وتيرة إنتاج طائرات “A320” إلى 75 طائرة شهريًا بحلول عام 2027، بينما تسعى “بوينغ” أيضًا إلى زيادة إنتاج طراز 737. ومع تسارع الإنتاج، تزداد الحاجة إلى ضمان الجودة وتجنب المشاكل التي واجهت الشركتين مؤخرًا.

بالإضافة إلى مشكلة الألواح، تواجه “إيرباص” أيضًا مشكلات في المحركات على طائرات “A320neo” ومكونات داخلية في طراز “A350”. من المتوقع أن تواصل “إيرباص” التركيز على حل هذه المشكلات وتحسين سلسلة التوريد الخاصة بها في الأشهر المقبلة. وستراقب الصناعة عن كثب التقدم المحرز في هذه المجالات، بالإضافة إلى تأثير زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين على مبيعات “إيرباص”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *