تركي آل الشيخ يوجه الشكر للجان عمل مهرجان الموسيقى العربية بالرياض

أكد المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، على أهمية التعاون بين القطاعات الثقافية المختلفة، مشيراً إلى أن مؤتمر الموسيقى العربية الذي انعقد في الرياض يمثل نموذجاً للتكامل ويعزز مكانة المملكة في المنطقة والعالم. جاءت تصريحات آل الشيخ خلال كلمته في المؤتمر الذي اختتم أعماله مؤخراً، حيث شدد على دعم المملكة المستمر للمبادرات الثقافية والفنية. ويأتي هذا المؤتمر في إطار رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز القطاع الثقافي.
انعقد مؤتمر الموسيقى العربية في الرياض خلال الفترة من 28 إلى 30 نوفمبر 2025، بمشاركة واسعة من الباحثين والمختصين والمهتمين بالموسيقى من مختلف الدول العربية والأجنبية. تهدف النسخة الحالية إلى دراسة مستقبل الموسيقى العربية وتحديات الحفاظ عليها في ظل التطورات العالمية المتسارعة. وقد شهد المؤتمر تنظيم العديد من الندوات وورش العمل التي تناولت مختلف جوانب التراث الموسيقي العربي.
أهمية التكامل في دعم مؤتمر الموسيقى العربية والقطاع الثقافي
أوضح المستشار تركي آل الشيخ أن التعاون الوثيق بين وزارة الثقافة والهيئة العامة للترفيه قد أتاح آفاقًا أوسع للعمل المشترك، مما ساهم في إنجاز العديد من المشاريع الثقافية الهامة. وأضاف أن هذا التكامل يعزز بشكل كبير حضور المملكة العربية السعودية إقليميًا ودوليًا في المجالات الثقافية والموسيقية، ويدعم جهودها في الحفاظ على التراث وتعزيز الإبداع. هذا النهج يعكس التزام المملكة بتطوير قطاع الترفيه والثقافة كركيزة أساسية للتنمية المستدامة.
توصيات المؤتمر ورؤية مستقبلية
أشار آل الشيخ إلى أنه استمع باهتمام إلى توصيات وملاحظات رؤساء اللجان من مختلف الدول المشاركة، موجهاً الشكر لجميع من ساهم في إنجاح المؤتمر. ولم يكشف عن تفاصيل محددة لهذه التوصيات، لكنه أكد أن الهيئة العامة للترفيه ستعمل على دراستها وتنفيذها في المراحل المقبلة. وتشمل مجالات التطوير المحتملة دعم الباحثين، وتمويل المشاريع الموسيقية، وتبني تقنيات حديثة للحفاظ على التراث الموسيقي.
وبحسب بيان صادر عن الهيئة العامة للترفيه، فقد أجريت خلال المؤتمر مناقشات حول دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الموسيقى العربية، والتحديات التي تواجه الفنانين في الحصول على حقوقهم الفكرية. كما تطرق المشاركون إلى أهمية دعم الموسيقى العربية التقليدية، وتشجيع الشباب على تعلم العزف والغناء. يعكس هذا التركيز على التراث والابتكار رغبة المملكة في تحقيق توازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية والانفتاح على التجارب الجديدة.
يأتي تنظيم هذا المؤتمر في سياق جهود المملكة المتواصلة لتطوير قطاع الثقافة والترفيه، والذي يشهد نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. وقد أطلقت المملكة العديد من المبادرات والمشاريع الثقافية الكبرى، مثل تنظيم مهرجانات موسيقية عالمية، ودعم الفنانين المحليين، وإنشاء متاحف ومعارض فنية حديثة. وتعتبر هذه المبادرات جزءًا من خطة أوسع تهدف إلى جعل المملكة مركزًا ثقافيًا عالميًا.
بالإضافة إلى ذلك، تشهد المملكة العربية السعودية اهتمامًا متزايدًا بقطاع السياحة الثقافية، حيث تسعى إلى جذب المزيد من الزوار المهتمين بالتراث والثقافة العربية. ويعتبر المؤتمر من العوامل التي تساعد على تعزيز هذا النوع من السياحة، حيث يوفر منصة للترويج للموسيقى والثقافة العربية التقليدية. وفي هذا الصدد، تعمل وزارة السياحة السعودية على تطوير البنية التحتية السياحية، وتقديم عروض سياحية متنوعة تلبي احتياجات مختلف الزوار.
من الجدير بالذكر أن المملكة تولي اهتمامًا خاصًا بدعم الفنون والتراث بجميع أنواعه، وتعتبر الموسيقى جزءًا لا يتجزأ من هذا التراث. وتحرص المملكة على الحفاظ على هذا التراث وتعزيزه، ونقله إلى الأجيال القادمة. وترى المملكة أن الاستثمار في الثقافة والفنون هو استثمار في المستقبل، وهو يساعد على بناء مجتمع أكثر وعيًا وإبداعًا.
في الختام، من المتوقع أن تعلن الهيئة العامة للترفيه عن تفاصيل خطة التنفيذ لتوصيات المؤتمر في الأشهر القليلة القادمة. كما يترقب المراقبون إعلان المزيد من المبادرات والمشاريع الثقافية الكبرى في المملكة، والتي من شأنها أن تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استمرار هذا الزخم وتجاوز أي عقبات قد تعترض طريق التنمية الثقافية.

