أعلنت أرمينيا وصول أكثر من 28 ألف لاجئ إلى أراضيها قادمين من ناغورني قره باغ، الجيب الانفصالي المتنازع عليه بين اذربيجان وارمينيا.
وفتحت أذربيجان الطريق الوحيد المؤدي من المنطقة إلى أرمينيا بعد أيام قلائل من موافقة الانفصاليين على إلقاء سلاحهم بموجب بنود اتفاق لوقف إطلاق النار يضع المنطقة المتنازع عليها تحت سلطة باكو.
من جهة أخرى، قال مصدر حكومي لـ «فرانس برس»، إن حرس الحدود الأذربيجاني يبحثون عن أشخاص يشتبه في ارتكابهم «جرائم حرب» وسط اللاجئين الذين يغادرون ناغورني قره باغ الى ارمينيا.
وقال المصدر ذاته إن «أذربيجان تعتزم تطبيق عفو على المقاتلين الأرمن الذين ألقوا أسلحتهم في قره باغ، لكن أولئك الذين ارتكبوا جرائم حرب خلال حروب قره باغ يجب أن يسلموا إلينا»، وذلك في معرض تفسيره لأسباب الطلب من الرجال في سن القتال أن ينظروا الى كاميرا عند آخر نقطة تفتيش حدودية.
من جهته، شدد وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ـ في اتصال هاتفي مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ـ على وجوب حماية مدنيي ناغورني قره باغ.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن الرئيس علييف قال لبلينكن، إنه لن يكون هناك أي عمل عسكري آخر، وأن واشنطن تتوقع منه الالتزام بذلك.
واضاف ميلر أن بلينكن من جهته أكد على ضرورة وقف الأعمال العدائية وتوفر الحماية غير المشروطة وحرية الحركة للمدنيين ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى ناغورني قرة باغ.
في سياق متصل، دعت سامانثا باور رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أذربيجان إلى «الحفاظ على وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات ملموسة لحماية حقوق المدنيين في ناغورني قرة باغ».
وقالت باور، التي سلمت رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان رسالة دعم من الرئيس الأميركي جو بايدن، إن استخدام أذربيجان للقوة غير مقبول وإن واشنطن تنظر في رد مناسب.
ودعت باور رئيس أذربيجان إلهام علييف إلى الوفاء بوعده بحماية حقوق الأرمن وإعادة فتح ممر لاتشين الذي يربط المنطقة بأرمينيا بشكل كامل والسماح بدخول المساعدات وبعثة مراقبة دولية.
وتعهد علييف بضمان سلامة الأرمن في قرة باغ.
وقالت باور لاحقا خلال زيارة إلى قرية كورنيدزور على الحدود مع أذربيجان «من المهم جدا أن يتمكن المراقبون المستقلون والمنظمات الإنسانية من الوصول إلى من لايزالون في أشد الحاجة للمساعدات في ناغورني قرة باغ».
كما كشفت عن مساعدات أميركية عاجلة بقيمة 11.5 مليون دولار لقرة باغ.
من جانبه، طلب الاتحاد الأوروبي من أذربيجان تفصيل «رؤيتها» في ما يتعلق بمصير الأرمن المقيمين في ناغورني قره باغ.
وشدد التكتل في بيان على «ضرورة الشفافية وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية الدولية والمسؤولين المكلفين ضمان احترام حقوق الإنسان وتلقي تفاصيل إضافية حول رؤية باكو في ما يتعلق بمصير الأرمن في ناغورني قره باغ وأذربيجان».
بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن حقوق آلاف السكان الفارين من ناغورني قره باغ إلى أرمينيا «يجب حمايتها» حسبما قال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
وقال دوجاريك أمام الصحافيين «يشعر الأمين العام بقلق بالغ إزاء التحركات السكانية التي نشهدها، نحو أرمينيا بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة. من الضروري، في المقام الأول، حماية حقوق السكان النازحين وأن يتلقوا المساعدة الإنسانية اللازمة».
إلى ذلك، ذكرت وكالة «إنترفاكس أذربيجان» نقلا عن وزارة الصحة الأرمينية، أن عدد القتلى جراء انفجار وحريق في مستودع للوقود وقعا الاثنين قفز إلى أكثر من 125 شخصا.
وأضافت أنه تم نقل جثث القتلى في الانفجار الذي وقع بالقرب من عاصمة منطقة ناغورني قره باغ إلى أرمينيا.
