أسماؤنا.. إلى أين؟!
حضرنا حفل ولادتنا للدنيا ولم نكن نفقه أو نفهم ما يدور حولنا.. آباؤنا اختاروا لنا أسماءنا وربما أيضاً اختلفوا عليها.. بدأنا نكبر ونحن نحمل تلك الأسماء، ومن حولنا يرددونها أكثر منا.
حول ذلك، انسكبت في رأسي أسئلة كثيرة، هل الاسم له دور في جلب الحظ؟ هل له دور في تنمية شخصية الطفل؟ هل له دور في زرع الثقة بالنفس؟ هل له دور في محبة الناس؟.
قرأت وبحثت كثيراً، فوجدت أن اسمك ليس عائقاً بالحد الذي ظننت، ومما قرأت أنه فأل خير أو شر!، وأظن أنه نوع من التطير والسلبية في حياة الإنسان.
من ناحية دينية، أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بحسن اختيار الاسم، إذ إنه يؤثر سلباً وإيجاباً. أما في علم النفس فإن الاسم يؤثر على صاحبه بدرجة كبيرة، فمثلاً يقول عالم النفس «ديفد تسو»: «الاسم يشكل ركيزة أساسية للغاية للتصور الذي يكونه المرء عن ذاته، خصوصاً على صعيد علاقاته بالآخرين، وذلك لأنه يستخدم لتعريف الفرد والتواصل معه بشكل يومي».
ليس هناك فرق في تأثير الاسم على من حولك، ولكني وجدت تأثيره الكبير على صاحب الاسم كذلك، فالأسماء لها دور مهم في تشكيل شخصية الإنسان، فأصحاب الأسماء ذات المعنى العميق والجميل يجعل صاحبه وكأنه مختلف عن الجميع، وبالفعل نحن نرى ذلك بيننا وفي مجتمعنا على مستوى أسماء الأفراد أو العوائل بشكل عام.
عادة الاسم صورة توضح من أنت، شخصيتك، دينك، بيئتك، بيتك، ومستوى شخصية والديك واختيارهما للاسم، ومن الطبيعي أن نرث أسماء أجدادنا وأصدقاء العائلة، فهذا عرف عام في المجتمع الذي نعيش فيه، وهناك العديد من الذين تتكرر الأسماء في حياتهم، مثل أسماء العظماء والأنبياء والصحابة والملوك.
هناك أيضاً أسماء الهبة، وهي تقليد أعمى ينتشر بين الناس في اختيار الأسماء مثل ما نراه اليوم في أوساط المجتمع، حتى أصبحوا يسمون أبناءهم بالنوادي الرياضية والجوامد، وغداً ربما نسمع «قربعة» المطبخ بين أسماء البنات؛ مثل شوكة وملعقة وصينية.