أميمة الخميس «تحلّ» لغز «آل مشرق» بسرديّة العمة
وفي عملها الأخير الصادر عن دار الساقي (عمة آل مشرق)، الذي استحضرت على غلافه وصفاً أطلقته عليها صحيفة «»، تأخذنا باحترافية لنعيش مع الأقدار والصُّدف، مناظر أقرب للسينمائية.
نلحظ في الرواية، اعتماد النَفَس الملحمي الممتد، زمنياً من 19182018، ومكانياً من الرياض إلى نيويورك بعمل فاتن يوحي بأدوار أخرى تتجاوز الواقع، وتبحث عن تموضعات عبر المساحات المتاحة، من خلال استدعاء الإرهاصات والمخاضات التي ولّدت الواقع.
وتقول الخميس في مقدمة العمل «منها خرج الغزاة وطلاب المغامرة، واحتلوا نصف العالم، وغرسوا بيارقهم وقصائدهم وملامحهم التي ستصادفك بين الجبل والشاطئ، مآذنهم في عواصم العالم، تصدح (مانيفستو) الثورة الأول في اليوم خمس مرات، نسغهم يجري في عروق الدنيا؛ فلا يخلو منه بيت من سمرقند إلى مالقا، ولأنهم يصلّون لإلههم بولاء وخشوع وإخلاص عميق، فقد زحزح رب الناس لهم بوابة البئر، وانبثق الكنز عالياً حتى بات يعبث ببورصات العالم، ومن تحت الرمال، اهتزت وربت ممالك العرب البائدة، وعادت تطالب بأسطر من الحكاية تروى بلسانها… وليس كما كتبه المارون بها عنها… عادوا بعد قرون يحاولون فك نقوش الأسلاف وطفولة البشرية»، وكأنها تروي على لسان المكان أثر أهله عليه وأثره عليهم معتدةً بما يرويه إنسان عاش وعايش، عوضاً عما يسرده الغرباء.
وعلى امتداد أجيال متتالية من عائلة آل مشرق ترسم الروائية، دوائر أوسع للمكان والزمان، وطبيعة العلاقات مع التي بدأت بزواج طبيب أمريكي، بمريضته المنتمية لقلب جزيرة العرب عام 1918، ليتنامى البناء السردي، ويتفاجأ القارئ بأن إعلانات السينما تتضمن منشوراً عن فيلم صنعه أحد أحفاد آل مشرق في نيويورك، يتتبع فيه وبه تفاصيل العلاقة الغريبة، معتمداً شروط المكان ليكتشف أسرارها ويحل اللغز عام 2018.
ومن أجواء العمل تتدهور حالةُ الجازي الصحية في الرياض، فيواجِه والدُها خياريَن: إمّا الشّروع في حفر قبرٍ لها، وإمّا القَبول بعرض الممرّض الأمريكي ماثيو إيدن لاصطحابها إلى مستشفى الإرسالية في البحرين مرغماً، يوافق على ترحيل ابنتِه للعلاج شرطَ أن يتزوّجها ماثيو ويعتنقَ الإسلام مهراً لها، لكن هناك، في المنامة، تنقلب حياة الزّوجين رأساً على عقب، فماذا حدث ولماذا انقطعت أخبارُهما؟ لغزٌ حاصرَ عائلة آل مشرق لأكثرَ من 100 عام، إلى أن قرر الشاب فواز كشفه من خلال فيلم سينمائي.