إلى أعالي الجنان الأمير الراحل الشيخ نواف

بقلم: علي محمد صالح
قال تعالى في محكم تنزيله بعد بسم الله الرحمن الرحيم: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) صدق الله العظيم. فقدت الكويت والامتان العربية والاسلامية والعالم أجمع صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد بعد مسيرة حافلة بالعطاء قضاها في خدمة شعبه ووطنه الكويت وأمتيه العربية والاسلامية، وقد تمرس في العمل العام وقيادته وهو في ريعان الشباب متدرجا في مواقع المسؤوليات الادارية والسياسية إلى أن تسلم مقاليد الحكم بعد رحيل شقيقة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، ذلك الرجل الذي كانت له مواقف مشهودة في الوقوف مع القضية الاريترية العادلة في اجتماعات الامم المتحدة وهو كما نعلم اقدم وزير خارجية للكويت. وتعتبر الكويت اول دولة عربية تتبنى القضية الاريترية وتطرحها علنا في الأمم المتحدة.
عرف الأمير نواف بتواضعه وأدبه الجم، ولم تكن المواقع الرفيعة والمسؤوليات التي تقلدها حاجبا بينه وبين شعبه كما باقي حكام الكويت.
تعرفت على الكويت وشعبها عن قرب في فترة تكليفي بمهمة ممثل تنظيم جبهة التحرير الاريترية فيها في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وكانت من السنوات الخصبة في عملي النضالي بمكاتب جبهة التحرير الاريترية الخارجية، ويرجع الفضل فيها بعد الله سبحانه وتعالى الى طبيعة المضيف وهو الشعب والحكومة الكويتية، فقد وجدت ترحابا منقطع النظير وتعاونا مثمرا كانت نتائجه على عملنا النضالي واضحة، فالكويت الشقيقة من اوائل الدول التي وقفت مع حق الشعب الاريتري، وساندته بالمال والدعم العسكري والسياسي في المحافل الدولية والاقليمية، وعلى الصعيد الاجتماعي وجدت الجالية الاريترية خاصة العمال كل الترحاب، فقد وجدت شريحة الطلاب فرصا كبيرة في مدارس وجامعة الكويت في مختلف التخصصات. ودور الكويت في التخفيف عن معاناة جرحى حرب التحرير لا يمحى فكانت مستشفياتها مفتوحة لهم.
رحم الله الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، وجعل كل ما قدم لشعبه وأمته في ميزان حسناته وأسكنه أعالي الجنان، وأخذ الله بيد خلفه صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد فهو خير خلف لخير سلف، وإنا لله وإنا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي القدير.

