اختفاء الغواصة السياحية «تيتان» قرب حطام «تايتانيك»
تتواصل عمليات البحث عن الغواصة المفقودة «تيتان»، التي انقطع الاتصال بها أثناء رحلة استكشافية وعلى متنها 5 أشخاص إلى باطن أعماق المحيط الأطلسي لرؤية حطام سفينة تيتانيك الراقد على عمق 4000 متر تحت سطح الماء في شمال المحيط الأطلسي في رحلة سياحية تبلغ سعر تذكرتها الواحدة 250 ألف دولار، بمشاركة وكالات حكومية، وقوات البحرية الأمريكية والكندية، وشركات تعمل في أعماق البحار.
ولا يزال الغموض يلف مصير الغواصة «تيتان» والأسباب التي أدت إلى فقدانها بينما كانت في طريقها لسفينة «تايتانيك»، وتشير المعلومات المتوفرة إن الأكسجين المتوفر على متن الغواصة، يكفي لمدة أربعة أيام.
وقال خفر السواحل الأمريكي إن طائرتين وغواصة وحوامات تحمل معدات مسح بالموجات الصوتية تشارك في عمليات البحث، ومن بين المفقودين على متن الغواصة تيتان رجل الأعمال الملياردير البريطاني هامش هاردنغ.
وكشف تقرير لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية السيناريوهات المحتملة لما حدث للغواصة، والأسباب الكامنة وراء اختفائها.
أبخرة سامة
أشار مدير مركز بناء السفن في جامعة «أديلايد» الأسترالية البروفيسور المساعد إريك فوسيل، إلى أن فقدان الطاقة في «تيتان» يعني فقدان الاتصالات، موضحاً: «بعض الغواصات لديها مصدران للطاقة، الكهرباء وغيرها مثل الهواء المضغوط أو الهيدروليكي، لتشغيل أنظمة السلامة، ومن غير الواضح ما إذا كانت خيارات دعم الطاقة في حال حدوث عطل، موجودة على تيتان».
وأضاف فوسيل: في حالة تعرض أي من الدارات الكهربائية القصيرة الموجودة على متن الغواصة لزيادة في تدفق الجهد، فمن المحتمل أن ينشب حريق، مما قد يتسبب في تدمير أنظمة الاتصال بالغواصة وخلق أبخرة سامة للركاب، بحسب فوسيل.
وأوضح فوسيل أنه على عمق 4000 متر، تكون كتلة تقدر بـ4000 طن مطبقة على منطقة بحجم متر مربع واحد، وأردف: «تيتان لها هيكل مركب به مستشعرات وتحمل في ثناياه عوامل يمكنها تحمل مثل هذا الضغط، لكنها تتطلب شكلاً دائرياً دقيقاً للغاية. يمكن أن يؤدي أي عيب خارج الدائرة إلى انفجار داخلي شبه فوري»، كما رجح أيضاً أن تكون «تيتان» قد عادت إلى السطح لكنها فشلت في الاتصال بسفينة الدعم.
من جهته ذهب البروفيسور ستيفان ويليامز، من المركز الأسترالي للروبوتات بجامعة سيدني، إلى أن: «الاحتمال الآخر هو أنه قد يكون هناك حريق نجم عن ماس كهربائي. هذا يمكن أن يضر بالأنظمة الإلكترونية للغواصة التي تستخدم للملاحة والتحكم».
الغواصة «تيتان»
من جهة أخرى طرح آخرون احتمال أن تكون التيارات القوية تحت الماء قد دفعت الغواصة إلى مسافة قريبة جدّاً من «تايتانيك»، بحيث التصقت بها أو تشابكت مع حطامها.
والمعلومات قليلة عن الغواصة «OceanGate’s Titan» التي كانت تقل 3 سياح، بينهم ملياردير بريطاني يقيم منذ سنوات طويلة في دبي، حين انقطع الاتصال بها، وهي فوق حطام سفينة «تايتنك» الغريقة تحت مياه المحيط الأطلسي.
كل المعروف عنها، أن وزنها 10,432 كيلوغراما، وتبدأ رحلتها التي تستمر عادة 8 أيام على الأكثر، من ساحل Newfoundland البعيد بالشرق الكندي 592 كيلومتراً عن حطام «تايتنك» الغارق عند عمق 3800 متر، إذ تدوم كل غطسة كاملة تقوم بها «الغاطسة» لمعاينته 8 ساعات تقريباً، نصفها للنزول والصعود، وفق الوارد بموقع شركة OceanGate المالكة 3 غواصات.
إلا أن «تيتان» التي تسع 5 أشخاص، هم 3 سياح يدفع كل منهم 250 ألف دولار للقيام بالرحلة، إضافة إلى قبطان و«خبير محتوى» مهندس، هي الوحيدة القادرة «غاطستها» بين الغواصات الثلاث، كما في العالم، على النزول إلى ما يكفي لبلوغ رفات أشهر سفينة غارقة في مثواها الأخير بالعالم، على حد ما قرأت «العربية.نت» بسيرتها الوارد فيها أيضاً، ونشرته في مواضيع سابقة، أنها مزودة بوسائل داعمة للحياة، منها أكسيجين لمدة 96 ساعة، وبإمكانها الوصول الى 4000 متر عمقاً، ونراها في الفيديو المعروض.
يذكر أن سفينة «تايتانيك» اصطدمت بجبل جليد وغرقت عام 1912 خلال رحلتها الأولى من إنجلترا إلى نيويورك وعلى متنها 2224 شخصاً من ركاب وأفراد الطاقم. ولقي أكثر من 1500 شخص حتفهم في الحادثة.
وفي العام 1985 تم العثور على حطام السفينة المنقسم إلى شطرين رئيسيين على بعد 650 كيلومترا عن نيوفاوندلاند في كندا وعلى عمق 4000 متر تحت سطح البحر. وما زال يجذب خبراء الملاحة البحرية والسياح المهتمين بالغوص.