استثمار و(استحمار) !
«القاعدة الأولى في الاستثمار: لا تخسر مالاً أبداً.
والقاعدة الثانية: لا تنسى القاعدة رقم 1».
لا شك أن الاستثمار هو وسيلة عظيمة تجعلك تظن أن الأموال سوف تصب على (دماغك) صبّاً، وأنك سوف تصبح مليونيراً في ليلة وضحاها، ثم تستيقظ من نومك وأحلامك صباحاً لتكتشف أنك قد «استثمرت وقتك» في النوم، بينما أموالك «تُستثمر في مكانٍ آخر ولا تعرف حتى مصيرها» !
وفي كل الأحوال حتى لو دخلت عالم الاستثمار (بقلب جامد) واشتريت أسهماً فقط، فأنت لن تشتريها فحسب، بل سوف تشتري معها القلق، والترقب، والأمل بأن يزداد رصيدك البنكي ولا ينقص أو ينهار.
وطرق ومجالات الاستثمار عديدة، غير أن لبعض (المُتذاكين) طرقاً خاصة في الاستثمار، فهذه قصة زوجة كانت سعيدة في حياتها مع زوجها المُحب والكريم، واستغلت حبه لها وكذبت عليه وطلبت منه مبلغاً كبيراً من المال، قائلة له: «حبيبي، لدي فرصة استثمارية رائعة، واحتاج إلى مبلغ كبير من المال لتحقيقها إذا ساعدتني، وأنا سأضمن لك عوائد مالية ضخمة في المستقبل».
ولأنه رجل شهم ومحب لزوجته وشريكة حياته لم يتردد لحظة في الموافقة، وأعطاها المبلغ كاملاً، وكان واثقاً أن استثمار أمواله معها هو أفضل قرار يمكن أن يتخذه، خاصة مع وعد العوائد الضخمة التي وعدته بها، وأنه بذلك يحقق لها حلمها ويؤمّن مستقبلها، كما يحسّن من وضعهم المالي.
ولكن الحقيقة كانت مختلفة تماماً، فالزوجة كانت «كذابة ونصابة» وليس هناك أي خطط استثمارية لديها، فقد كانت في الواقع تخطط للذهاب في رحلة تسوق فاخرة إلى باريس، وقررت أن تستمتع وتشتري كل ما يخطر ببالها.
مرت الأيام وبدأ زوجها يتساءل عن نتيجة الاستثمار، وعندما سألها عن التفاصيل، ابتسمت وقالت: كل شيء يسير على ما يرام، وسوف نرى النتائج قريباً.
لكن زوجها بدأ يشك بالأمر، ولاحظ أنها تخفي شيئاً، فقرر أن يستعرض الكشوفات البنكية وصدم عندما اكتشف أن المبالغ قد أنفقت في معاملات متكررة لمتاجر فاخرة في باريس.
وعندما واجه زوجته بالحقيقة، ارتبكت ثم اعترفت بخجل أنها قد كانت بحاجة لاستراحة و«تغيير جو»، وقالت له:
«قد استثمرت المبلغ في نفسي».. وفي الواقع قد (استحمرته).
فقال لها: «وأنا سوف أتعلم كيفية الاستثمار في ثقتي بكِ».
على كل حال؛ مشاكل عائلية (ما لنا دخل فيها).
وقبل أن أقول لكم Good Bye أحتاج مساعدتكم في أمر؛ معي 100 ريال وحابة استثمرها، بإيش تنصحوني؟