الألمعي: الأسماء المستعارة في منتديات الإنترنت عودتنا على الصبر والاحتمال !
وأشار الألمعي إلى أنّ هذه الحياة العامرة بالمعارف والعلوم حوّلت حياته من قارئ للرياضة، وكتّابها، ومتابع لأدقّ تفاصيلها إلى قارئ في القصة والرواية والشعر.
واستعرض الألمعي ذكرياته مع الكتابة، معترفاً بقيمة مواقع الإنترنت التي كان لها الفضل الكبير عليه وعلى آخرين من الأدباء الشباب في منطقة عسير؛ لأنها كانت بالنسبة لهم اختباراً فعلياً لأدبهم وحماستهم وقدرتهم على الاحتمال، إذ كانت هذه المنتديات بمثابة الحاضنة التدريبية على الكتابة، والنقد البعيد عن المجاملات التي أصبحت اليوم سمة مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي الجديدة.
واستشهد الألمعي بموقعي «شبكة الألمعي» و«شرفات عسير» اللذين كان لهما فضل كبير عليه وعلى كثير من الأدباء الشباب في المنطقة وقتها؛ لأنها علمتهم أنّ الكتابة ليست معصومة من الزلل، ولا محروسة من الضعف، والخطأ، وأنّ الكتابة قابلة للنقد، وهذا ما كان يحدث في هذه المواقع رغم كثرة الأسماء المستعارة في تلك الفترة الزمنيّة التي لا يملكون أمامها إلاّ الحوار، والنقاش، والصبر، والاحتمال، أو الانسحاب والكتابة بأسماء مستعارة كما فعل بعض الأدباء!
الألمعي أكد أنه محبّ للحوار، والتفاعل؛ لذلك لا ينجذب إلى بعض الكتاب والمثقفين اليوم في شبكات التواصل الاجتماعي الذين يكتبون لأنفسهم، ولا يتفاعلون مع ما يكتبه الآخرون، وأنّه يفرّ من حساباتهم فرار الخائف الوجل، وأنه يقدّر كثيراً الأديب، والمثقف الذي يأخذ ويعطي، يرسل ويستقبل، يثني وينتقد، يُعلّم ويتعلّم. وأضاف: تشبّعت كثيراً بالأدب، والكتابة، وتحوّلت مع الوقت من كاتب إلى فاعل ثقافي، فساهمت مع آخرين في تأسيس منتدى العميرة في رجال ألمع، وأسست مع أصدقاء آخرين مجلس ألمع الثقافي، وتقدمت لجمعية الثقافة والفنون في أبها بفكرة إنشاء مجموعة حرف، بمساعدة أصدقاء الكِتاب والهمّ، إلاّ أنّ هذه الفكرة سُرقت منهم بعد ثلاث سنوات.
وأكد الألمعي أنه عمل في أربع سنوات (كان خلالها موفداً للتدريس في روسيا الاتحادية) على إصدار مجلة أدبية ثقافية تصدر عن المدارس السعودية في موسكو باللغة العربية (صدر منها أربعة أعداد) تُعْنى بالأدب والثقافة، كتب فيها كتاب سعوديون، وموفدون في الخارج، واستضيف في هذه الأعداد الأربعة شخصيات عربية مشهورة في روسيا الاتحادية، ومستعربون من الروس، كما أنشأ داخل المدارس منتدىً ثقافياً تستضاف فيه شخصيات أدبية وثقافية عربية تعيش في روسيا.
وأشار إلى أنّه دخل عالم الصحافة الثقافية، وكان مجتهداً، فأنصفه أدباء ومثقفون كبار خارج منطقة عسير، وفي العالم العربي، وأتيحت له في بلاط صاحبة الجلالة فرصة الكتابة في موضوعات كثيرة، والحوار مع أدباء ومثقفين كثيرين، في صحيفة الشرق ومجلة اليمامة و«» حالياً.
وختم الألمعي بقوله: ما زلتُ شغوفاً بالأدب، ومفتوناً بالثقافة، ومؤمناً بالنقد، ومحباً، وباحثاً عن المناوشات الثقافية، والمعارك الأدبية؛ لذلك كتب «فتنة الثقافة» ولم يندم عليه.
وفي المداخلات التي شارك فيها الدكتور عبدالحميد الحسامي والأديب عبدالله السلمي والروائي حسن آل عامر والأستاذ إبراهيم العاصمي، أشار الدكتور الحسامي إلى أنّ جمال الألمعي في استفزازاته؛ لأنّ المجاملات مسكنات تضخم القليل، وتكبره، وذكر أنّك حينما تقرأ كتاب «فتنة الثقافة» تقرؤه وأنت متوتر، وعدّ هذا الكتاب خارطة لسيرة ذاتية أكبر.