الأمم المتحدة التحول إلى اقتصاد دائري في غرب
أسامة دياب
كشف تقرير توقعات النفايات الكهربائية والإلكترونية لعام 2050 لغرب آسيا والذي يصدر بجهد مشترك عن المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لغرب آسيا ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث ويتم نشره في اليوم الدولي الأول للقضاء على الهدر أن التحول إلى اقتصاد دائري في غرب آسيا سيؤدي إلى خفض عدد المعدات الإلكترونية والكهربائية المطروحة في السوق بنسبة 33% وتقليل النفايات الإلكترونية بنسبة 14%.
وأوضح التقرير أن إنتاج النفايات الإلكترونية والكهربائية قد زاد بشكل كبير خلال العقد الماضي في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة غرب آسيا، حيث أنه من المرجح أن يتضاعف بحلول عام 2050. تحتوي النفايات الإلكترونية على مكونات خطرة يمكن أن تضر بالبيئة وبصحة الانسان. وفقا للتقرير الجديد، إن منطقة غرب آسيا تفتقد إلى إدارة النفايات الإلكترونية وان وجدت فهي تتم بطريقة خاطئة. ومع ذلك، إن تمت إدارة تلك النفايات بشكل فعال، فمن الممكن أن تصبح مصدرا للنمو الاقتصادي، وتخلق فرص عمل وفرصا استثمارية جديدة.
ومن جهته، قال ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمدير الإقليمي لغرب آسيا سامي ديماسي،: «إن السوق الغارق بالنفايات الالكترونية غارق أيضا بالمواد الكيميائية السامة والخطرة على صحة الإنسان والنظم البيئية، موضحا ان التقرير يقدم نهجا مفصلا يمكن ان تتبعه البلدان لإدارة نفاياتها الإلكترونية بطريقة سليمة بيئيا، فالمنتج والمستهلك لهما دور في الإدارة المستدامة للنفايات الإلكترونية».
وقال رئيس مكتب معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث في بون ومدير برنامج الدورات المستدامة روديغر كوير،: «تبقى الكثير من النفايات الإلكترونية في المنطقة من دون معالجة سليمة. سيزيد هذا التقرير من الوعي استنادا إلى الأدلة القوية ويعرض السيناريوهات الممكنة إن استمر العمل كالمعتاد أو تم تعديله ليصبح أكثر استدامة. وهذا يظهر إمكانات هائلة للبيئة وفرص العمل أيضا».
وجدير بالذكر ان التقرير يقارن بين سيناريوهين مستقبليين لإدارة النفايات الإلكترونية في المنطقة: «العمل كالمعتاد» مقابل التحول إلى الاقتصاد الدائري.
يقدر سيناريو «العمل كالمعتاد» أن كمية المعدات الكهربائية والإلكترونية في المنطقة بالإضافة إلى توليد النفايات الإلكترونية ستتضاعف بحلول عام 2050، حيث سترتفع من 1.5 مليون طن في عام 2020 إلى 3.3 3.9. مليون طن في عام 2050. أما بالنسبة إلى سيناريو الاقتصاد الدائري ففوائده المحتملة كبيرة، من استعادة الموارد إلى خفض انبعاثات المواد الخطرة. يفترض هذا السيناريو أن يصل معدل جمع النفايات الإلكترونية تدريجيا إلى 100٪ بحلول العام 2050، ويتوقع أن تتم إدارة ما بين 39 و43 مليون طن من النفايات الإلكترونية بطريقة مستدامة في غرب آسيا بين عامي 2020 و2050.
تتطلب الإدارة السليمة للنفايات الإلكترونية تعزيز أنظمة الجمع، وزيادة مرافق إعادة الاستخدام وإعادة التدوير للنفايات الإلكترونية، وإنتاج معدات كهربائية وإلكترونية ذات أمد أطول.
يعرض التقرير أيضا توصيات حول كيفية الانتقال من الاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري، وحول إدارة النفايات الإلكترونية واستخدامها كمصدر للفوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. ويشمل أيضا توصيات بسن تشريعات وتعزيز آليات الوعي والرصد والامتثال بشأن الإدارة السليمة بيئيا للنفايات الإلكترونية.