توالت ردود الأفعال الدولية المرحبة بتصويت 137 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار يدعو محكمة العدل الدولية لإصدار فتوى قانونية في اتهامات الاحتلال الإسرائيلي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) «بالإرهاب» وقرارات سلطات الاحتلال بحظر عمل الوكالة في الأراضي المحتلة وعبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في بيان الجمعة، عن تقديره وشكره للنرويج التي تقدمت بمشروع القرار بما يعكس مواقف أوسلو «الثابتة في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية».
وأوضح أن التصويت الكبير لصالح هذا القرار يعكس رأيا عاما دوليا رافضا لقرارات سلطات الاحتلال بحظر (أونروا) وإنهاء دورها في الأراضي الفلسطينية.
وأشار أبو الغيط إلى أن التصويت يعكس كذلك على نحو خاص القلق الشديد من انهيار عمليات الاستجابة الإنسانية في غزة بصورة كلية في حال إنهاء دور (أونروا) بالقطاع، كما يرغب الاحتلال الإسرائيلي.
كما رحبت منظمة التعاون الإسلامي بالقرار، مثمنة جهود النرويج وجميع الدول التي شاركت في رعاية مشروع القرار ودعمه.
وأكدت المنظمة في بيان الجمعة، أن جميع خطط الاحتلال الإسرائيلي وتدابيره بما في ذلك التشريعات التي تؤثر على وجود الأمم المتحدة وكياناتها وهيئاتها وعملياتها وحصاناتها بما فيها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة في الاراضي الفلسطينية المحتلة، كلها تشكل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة ومن شأنها أن تحرم الشعب الفلسطيني من المساعدات الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها.
كما رحبت المنظمة بتبني الجمعية العامة قرارا حول «السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل على مواردهم الطبيعية».
ودعت جميع الدول والمنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة ووكالاتها وهيئاتها، إلى ضرورة العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة بما فيها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وانضمت ماليزا إلى موجة الترحيب بالقرار، حيث ذكرت وزارة الخارجية في بيان رسمي أن هذا القرار جاء بمبادرة من مجموعة من الدول الأعضاء من بينها ماليزيا تحت بند «تعزيز نظام الأمم المتحدة» في رد فعل على قرار برلمان الاحتلال الإسرائيلي (كنيست) بحظر أنشطة (أونروا) في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأشارت الوزارة إلى أن القرار يعكس التزام المجتمع الدولي بمعالجة الوضع الإنساني المتدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضمان سلامة وأمن المدنيين والعاملين في الأمم المتحدة وحماية الدور الحاسم الذي تقوم به الأمم المتحدة في تسهيل تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية.
وأكدت أن ماليزيا ستواصل دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك حقهم في تقرير المصير والعدالة وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشددة على أهمية الإجراءات القانونية عبر محكمة العدل الدولية لضمان احترام القانون الدولي وإنصاف الشعب الفلسطيني.
من جهة اخرى، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الجمعة إقدام مجموعة من المستوطنين على إحراق مسجد في قرية (مردا) شمال مدينة (سلفيت) بالضفة الغربية وخط شعارات عنصرية معادية للعرب على جدرانه.
وقالت الوزارة في بيان صحافي إن الاعتداء «عنصري بامتياز» ويأتي ترجمة لحملات تحريض واسعة ضد الشعب الفلسطيني يمارسها أركان اليمين المتطرف الحاكم بالاحتلال الإسرائيلي، وامتدادا لمسلسل طويل من انتهاكات وجرائم ميليشيات المستوطنين المسلحة والمنظمة المدعومة رسميا من حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وطالبت مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بسرعة تفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإيقاف حرب الإبادة فورا واتخاذ إجراءات ملزمة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الداعية لإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلا عن مصادر محلية، أن مستوطنين أضرموا النار في المسجد، وأن السكان تمكنوا من السيطرة على الحريق قبل أن يمتد إلى كامل المسجد، فيما اقتصرت الأضرار على مدخله.
وأعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة الجمعة استشهاد 77 فلسطينيا وإصابة 174 آخرين خلال 24 ساعة بعد ارتكاب الاحتلال الاسرائيلي ثلاث مجازر جديدة في أنحاء متفرقة من القطاع.
وقالت السلطات الصحية في بيان صحافي إن جيش الاحتلال ارتكب ثلاث مجازر ضد عائلات بالقطاع وصل منها للمستشفيات 77 شهيدا و174 مصابا خلال 24 ساعة.
وأشارت إلى أن عددا آخر من الضحايا مازال تحت الركام وفي الطرق، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
يأتي ذلك في وقت قصف فيه جيش الاحتلال ثلاثة مراكز إيواء ومنازل وتجمعات لمواطنين فلسطينيين خاصة في المناطق الشمالية من القطاع التي تحاصرها قوات الاحتلال جوا وبرا وبحرا منذ أكثر من شهرين.
وترتفع بذلك حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 45206 شهداء و107512 مصابا.
