الإعلام التربوي.. يرسم أسسه وتطبيقاته في ظل التطور التقني
يقف الإعلام التربوي على أرضية صلبة وتاريخ يلامس نصف قرنٍ من الزمان؛ عندما استخدمت هذا المصطلح المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو»؛ للدلالة على التطور الذي طرأ على نظم المعلومات التربوية وأساليب توثيقها، وتصنيفها، والإفادة منها، وذلك أثناء انعقاد الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر الدولي للتربية عامى1977م؛ ليرسم مع التطور التقني الذي طرأ على وسائل الإعلان أسسه وتطبيقاته.
وطرح كل من الدكتور نواف بن صنت الظفيري من الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والدكتور فلاح بن عامر الدهمشي من قسم الاتصال والإعلام بجامعة الملك فيصل؛ من خلال كتابهما الذي يحمل عنوان «الإعلام التربوي.. أسسه وتطبيقاته»؛ مفهوم الإعلام التربوي؛ الذي امتد ليشمل الواجبات التربوية لوسائل الإعلام العامة؛ المتمثلة في السعي لتحقيق أهداف التربية في المجتمع، والالتزام بالقيم الأخلاقية.
وأكد الكتاب على قوة وأهمية استخدام الإعلام ووسائله في قضايا التربية والتعليم؛ التي تعنى بتثقيف الناشئة بسبل فهم الأمور وتقديرها، وسبل التعايش مع الآخرين، واستيعاب مقتضيات العصر الحديث، وآليات التفاعل مع العولمة، وتمكين الشباب من المهارات التي تعينهم على مواجهة ذلك؛ مسلطاً الضوء على الأدوار التي ينبغي على الإعلام التربوي القيام بها، وأوجه الارتباط بين الإعلام والتربية؛ باعتبارهما من فنون الاتصال وفيهما تتحقق عناصر الاتصال الستة المعرفة «المرسل، الرسالة، القناة، المستقبل، تأثير الرسالة، التغذية المرتدة».
ورصد الكتاب عبر 6 فصول المفاهيم الخاصة بالإعلام التربوي؛ التي تتعدد بحسب الآراء والاتجاهات الفكرية؛ التي تتنوع بين التطور الذي طرأ على نظم المعلومات، والواجبات التربوية لوسائل الإعلام العامة، والمحاولة الجادة للاستفادة من تقنيات الاتصال وعلومه، والقيام على البرامج التربوية في وسائل الاعلام؛ معرجاً على نشأة الإعلام التربوي في العالم ومنطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية.
وأوصى الكتاب من خلال أهداف الإعلام التربوي بدعم الأنشطة المدرسية، وتنمية الذوق الفني ودعم الهوايات وصقلها، وتدريب الطلاب على الكتابة، وترغيبهم في المطالعة والتزود بالمعرفة التي تساعدهم على التقدم في حياتهم والارتقاء بمجتمعهم المدرسي، والتشجيع على البحث العلمي، والتعمق في المهام الأساسية للتربية الحديثة، والتمرس على القيادة الحكيمة وتحمل المسؤولية.
وشرح وظائف الإعلام التربوي التي تتمثل في الإعلام، والتثقيف، والتوجيه والإرشاد، وتنمية الوعي الإعلامي، وغرس القيم التربوية، والتفاهم والتكامل، والتسلية والترفيه، إضافة إلى الأسس والمنطلقات العامة للإعلام التربوي التي تقوم على الالتزام بالإسلام وتصوراته، والارتباط بتراث الأمة وتاريخها وحضارتها، وتعميق عاطفة الولاء للوطن، والعناية بالأسرة على أنها اللبنة الأساسية في بناء المجتمع.
ووصف أدوات الإعلام التربوي التي تتنوع بين الصحافة التربوية، والإذاعة التربوية، والتلفزيون التربوي، والمسرح التربوي، والسينما التربوية، والخبر التربوي، والتحقيق الصحفي؛ مختتماً بنمط التدريب والإعلام التربوي، والإعلام التربوي والتحديات المعاصرة.