البصمة السينمائية القادمة
تلك العبرة التي فوتت علينا سماع قصيدة أحمد الملا بمناسبة نجاح المهرجان، فالمهرجان حقق شيئاً من حلمه نحو الارتقاء بالفيلم السعودي.
وقد كانت أيام المهرجان مزدحمة بالفرح في مشاهدة العروض السينمائية التي سعت إلى التنافسية، والتي بلغت أكثر من ٥٠ فيلماً محلياً وعربياً.
وفي الحفل الختامي، ذهبت الجوائز إلى مستحقيها من باب الأفضل، وإن كان الحقيقة كل ما تم تقديمه في المهرجان كان الأفضل من موقعه الخاص به.
وأي حالة جمالية تثمن من خلال سعيها للوصول إلى الأفضل، وليس في هذا القول مهادنة وإنما تقدير لأي جهد انطلق من رغبة السينمائي في أن يكون الأفضل.
ولأن النسبية تظهر في المفاضلة، فكل جمال له مقاييس تخص من يصدر الحكم، إلا أن الإشادة الحقيقية تكون بنجاح المهرجان في تقدم خطوة للأمام لصناعة السوق السينمائي.
ومع كل عرض سينمائي يحتشد المشاهدون، وأثناء فسح الوقت بين العروض تكون النقاشات الداعمة لجمال الفيلم أو تواضعه، وفي المحصلة النهائية لأفلام المهرجان تكون النفس راضية بأفلام خطت خطوة متقدمة في صناعة فيلم جيد، ويمكن وضع أفلام المهرجان في منطقة تطمئن أن سينمائيينا دخلوا المنافسة لتجويد أفلامهم، وبعضهم أجاد، وأحسن.
وبالنسبة لي انجذبت للكثير من العروض، وقد أتبع هذه المقالة برؤية انطباعية لفيلمين حصدا جوائز في المهرجان، والفيلمان هما: «هجان»، و«ذلك الشعور الذي»، وإن كانت ثمة ملاحظة سريعة شاملة للأفلام هي جودة ممثلين رائعين، أجادوا في أدوارهم، بل أضفوا على الدور روعة تمثيلية متقدمة، كعمر العطوي، وعزام النمر، وشيماء الطيب.
وبالرغم من صغر سن عمر العطوي، إلا أنه بزّ الممثلين بجودته اللافتة.
نعم، هؤلاء أبطال فيلم «هجان» إلا أن هناك عشرات الممثلين لهم روعة تدفع بهم إلى مقدمة الأدوار السينمائية القادمة أيضاً.