الحرب الإسرائيلية تدخل شهرها السادس وحديث عن

أنهت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الخامس أمس، فيما تكثف الولايات المتحدة ضغوطها من أجل التوصل إلى هدنة يتخللها إطلاق سراح المحتجزين والأسرى وإدخال المساعدات بحلول شهر رمضان.
وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن من وضع «خطير للغاية» في إسرائيل والقدس المحتلة إذا لم تتوصل إسرائيل وحركة حماس الى وقف إطلاق نار في غزة قبل حلول شهر رمضان.
وقال بايدن إنه «لا أعذار» لدى إسرائيل في مواصلتها منع دخول شاحنات المساعدات المتوقفة عند الحدود مع مصر.
ويسعى الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أسابيع إلى التوصل إلى هدنة لمدة ستة أسابيع في غزة قبل رمضان، بما يتيح الإفراج عن محتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
وكشف تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أن المفاوضين العرب والأميركيين قدموا مقترحا بهدنة قصيرة الأمد في قطاع غزة، وذلك «لشراء الوقت» بهدف الوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في وقت تتعقد فيه المفاوضات الرامية للوصول إلى اتفاق قبل شهر رمضان.
وقال المفاوضون، بحسب الصحيفة، إن «الدفع نحو وقف إطلاق نار أقصر زمنيا، ربما يستمر لبضعة أيام، قد يثبت لكل جانب أن الطرف الآخر جاد بشأن اتفاق طويل الأمد».
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أن حماس «تحاول الوصول إلى انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، يسمح لمئات الآلاف من الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم شمالي القطاع، بجانب الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار بعد هدنة الأسابيع الـ 6 المقترحة، وذلك في مقابل إطلاق سراح الرهائن الأحياء المحتجزين لديها».
وترفض إسرائيل هذه المطالب حتى الآن، مما جعل المفاوضات شائكة. كما يأمل الوسطاء إقناع إسرائيل بقبول إتمام هدنة إنسانية تسمح بتدفق المساعدات، في ظل شح الإمدادات في القطاع خصوصا في الشمال.
مجزرة مساعدات جديدة
في هذه الأثناء، تتواصل المعارك والقصف في قطاع غزة حيث الوضع الإنساني يتفاقم يوما بعد يوم وباتت المجاعة «وشيكة» بحسب الأمم المتحدة.
وقتل 7 فلسطينيين وأصيب عدد آخر بجروح أمس في استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي تجمعا لفلسطينيين ينتظرون مساعدات وسط قطاع غزة، بحسب مصادر طبية وشهود عيان.
ونقلت وكالة أنباء (شينخوا) أن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت النار على فلسطينيين تجمعوا لانتظار مساعدات غذائية وإنسانية في طريقها إلى شمال قطاع غزة قرب «جسر وادي غزة» على شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية إن جثث سبعة قتلى على الأقل و14 إصابة بجروح متفاوتة وصلت إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية ما وصفته بحرب «الإبادة الجماعية» التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي في القطاع والمتواصلة لليوم 152 على التوالي.
وقالت الوزارة في بيان إن نحو 500 ألف فلسطيني يعيشون في شمال قطاع غزة لايزالون يتعرضون «لأبشع أشكال الإبادة وفي مقدمتها القتل بالقصف والتدمير والموت بالمجاعة».
وحذرت وزارة الصحة في غزة، من أن المجاعة تتعمق وستحصد آلاف الأرواح إذا لم يتم وقف العدوان وإدخال المساعدات فورا إلى القطاع.
وبحسب الوزارة، فإن مجاعة شمال غزة وصلت إلى مستويات قاتلة، خصوصا للأطفال والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة. وطالبت وزارة الصحة المجتمع الدولي باستخدام كل أدوات الضغط لضمان وقف فوري للعدوان الإسرائيلي.
عشرات الغارات
ميدانيا، قال الإعلام الحكومي التابع لحماس إن الجيش الإسرائيلي شن «أكثر من 40 غارة جوية، مع استهداف منازل على ساكنيها في مدينة حمد، وبلدة بني سهيلة بخانيونس، ودير البلح والبريج وبلدة بيت لاهيا، وحي تل الهوى بمدينة غزة».
وأفاد شهود عيان بحصول «اشتباكات عنيفة في غرب خان يونس وبلدة بني سهيلة والمغراقة والزيتون بغزة».