الحزب الديموقراطي يطلق رحلة التعافي من
بدأ الديموقراطيون مرحلة ما بعد هزيمتهم أمام الرئيس دونالد ترامب باختيار زعيمهم الجديد، والذي سيتم تكليفه إعادة بناء حزب لا يزال يتعافى من هزيمة رئاسية ساحقة ويتساءل عن أفضل السبل لمعارضة ترامب.
في اجتماع عقد في فندق كبير بالقرب من العاصمة الأميركية واشنطن، عملت قيادة الحزب على تفنيد هزيمتها في نوفمبر الماضي، واختيار من سيضع الاستراتيجية الجديدة للحزب.
وفي مواجهة خيبة الأمل، قال حاكم ولاية ماريلاند ويس مور في الجمعية العامة أمس الأول إن «وظيفتنا لا تقتصر على تدبير أمورنا». وأكد هذا النجم الصاعد في الحزب الديموقراطي أن مهمة الحزب ستكون «عدم الاختباء حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة».
وقدمت شاستي كونراد رئيسة الحزب الديموقراطي في ولاية واشنطن ملاحظة مماثلة، وقالت لوكالة فرانس برس: «لا نستطيع الانتظار حتى الأشهر الأخيرة من الدورة الانتخابية التي تستمر 4 سنوات»، معربة عن رغبتها في استمرار النشاط «طوال العام».
ودعت المرشحة لمنصب نائب رئيس الحزب إلى إظهار «جرأة»، في وقت لم يعد العديد من الأميركيين «يثقون بقدرتهم على تحسين الأمور».
وفي مواجهة ترامب الذي عاد إلى الاستفزازات التي شهدتها ولايته الأولى، أصبحت المعارضة تدرك الآن أنها يجب أن تختار بشكل أفضل معاركها مع الرئيس الجمهوري.
ورأت شاتسي كونراد أنه يجب «توخي الحذر»، موضحة «علينا أن نكون قادرين على التمييز بين الخطاب الوهمي وما يشكل سياسات عنيفة».
وهذا ينطبق بشكل خاص على المشهد السياسي المستقطب. وأوضحت أن البعض يرغب «في الاعتقاد أن السياسة الحالية لاتزال كما كانت قبل 30 عاما، وأن إمكان التوصل إلى توافق بين الحزبين لا يزال قائما».
وشددت على ان ذلك
لا ينطبق «على هذا الحزب الجمهوري تحديدا. فهو
لا يهتم، ولا يهتم بالمعايير، ولا يهتم بالمؤسسات».
واعتبرت المسؤولة في الحزب الديموقراطي في ولاية كارولاينا الشمالية كاثرين جينز أنه يتوجب على الحزب السعي إلى «استعادة الناخب المتوسط» الذي كان على استعداد للتصويت لمرشحين يستخدمون «خطابا ملؤه الكراهية» مع «الإبقاء على قيمنا الأساسية».
من جهة أخرى، توجه وزير الخارجية الأميركي الجديد ماركو روبيو إلى بنما، للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة بعدما تعهد ترامب استعادة قناة بنما على خلفية التنافس مع الصين.
وهذه أول زيارة إلى الخارج لوزير الخارجية الأميركي.
وبعد بنما، يتوجه ماركو روبيو، وهو ابن مهاجرين كوبيين، إلى السلفادور وغواتيمالا وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان. وخلال هذه الزيارات، ستكون هناك الكثير من النقاشات بشأن الهجرة غير النظامية التي تعد من القضايا الأساسية لدى الرئيس الأميركي.
وتلقت هذه الدول الإنذار بشأن قضية الهجرة غير القانونية بعد الأزمة التي وقعت مع كولومبيا بهذا الصدد الأحد الماضي.
إلى ذلك، عرضت كولومبيا دفع تكاليف الترحيل «اللائق» لمواطنيها من الولايات المتحدة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية، بعد أسبوع من خلاف علني بين الرئيسين غوستافو بيترو وترامب بشأن إعادة المهاجرين.
وكادت أن تقع حرب تجارية بين كولومبيا والولايات المتحدة عندما هدد ترامب بفرض عقوبات ورسوم جمركية ضخمة بعدما أمر بيترو بإعادة طائرتين عسكريتين أميركيتين تحملان مهاجرين تم ترحيلهم.
وقالت وزارة الخارجية الكولومبية أمس الأول، إنها اقترحت على ماوريسيو كلافير كاروني، مبعوث ترامب الخاص لأميركا اللاتينية، أن تتولى بوغوتا «على الفور نقل جميع المواطنين الذين ترحلهم الولايات المتحدة»، وتغطي تكاليف النقل لمواطنيها، بحسب بيان.
وقال بيترو إن حكومته لن تسمح للمهاجرين المرحلين بالسفر مكبلي الأيدي.