الحملة الوطنية للتوعية بالأمن السيبراني
تشير التقارير الحديثة إلى أن نسبة كبيرة من حوادث الأمن السيبراني تقع بسبب ضعف وعي المستخدمين وعدم اتباعهم للممارسات الآمنة عند استخدام التقنية. لذا تسعى الدول والمنظمات لتنفيذ برامج توعية سيبرانية كأحد العناصر المهمة في منظومة الأمن السيبراني، بالإضافة إلى الجانبين: التقني، والإجراءات والسياسات.
وانطلاقا من أدوارها الأساسية، أولت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني برامج التوعية السيبرانية أولوية قصوى، حيث تضمنت الإستراتيجية الوطنية جانب الوعي بالأمن السيبراني كعنصر مهم لتحقيق فضاء سعودي آمن وموثوق يمكن النمو والازدهار، إذ قامت الهيئة بجهود كبيرة في تنفيذ حملات توعية على المســتوى الوطنــي بهدف رفع الوعي وتحسـيـن ســلوك المستخدمين لتبنــي أفضــل الممارســات وتطبيقهــا.
وتتويجا لجهودها في مجال التوعية السيبرانية، أطلقت الهيئة الحملة الوطنية للتوعية بالأمن السيبراني «لا تفتح مجال»، والتي تهدف إلى رفع مستوى الوعي السيبراني لدى أفراد المجتمع وبناء ثقافة سيبرانية من خلال تقديم العديد من البرامج والمواد التوعوية، لعل من أهمها المعرض المتنقل للتوعية بالأمن السيبراني.
حيث يتكون المعرض المتنقل للتوعية بالأمن السيبراني من أربعة أجنحة صممت بعناية لتكون تفاعلية تحتوي على تعريف بالهيئة وأدوارها في تعزيز الأمن السيبراني في المملكة، ومحاكاة أساليب الاختراق وإجراء تجارب افتراضية للاختراقات، بالإضافة إلى عيادة سيبرانية لقياس مستوى الوعي بالأمن السيبراني وتزويد الزائر بالاستشارات السيبرانية والتوصيات العامة.
ومن خلال تخصصي في الدكتوراه واهتمامي البحثي في التوعية السيبرانية وتغيير السلوك، أرى أن فكرة المعرض وطريقة تنفيذه هي فكرة رائدة وإبداعية تعكس تميز الهيئة الوطنية للأمن السيبراني والدعم الذي تتلقاه من القيادة الرشيدة أيدها الله وهو امتداد لما تقوم به الهيئة من جهود في وضع السياسات والمعايير والرصد والمراقبة والتصدي للتهديدات السيبرانية.
ويكمن تميز المعرض التوعوي المتنقل في عدة جوانب، أهمها: هو الوصول للمستفيد من خلال إقامة المعرض داخل أسوار الجهات الوطنية، حيث أقيم المعرض في عدة جهات وطنية، كان آخرها وزارة العدل. ومن الجوانب التي تميز المعرض المتنقل الإثراء لتجربة المستخدم من خلال استخدام المحاكاة لتقريب المفاهيم لزوار المعرض وتمكينهم من التعرف على خطورة الاختراقات وكيفية حدوثها ومشاهدة آثارها ومن ثم تقديم النصائح والإرشادات واستقبال الأسئلة والاستفسارات عن أساليب الحماية من هذه التهديدات. أخيراً تميز المعرض بإمكانية قياس نسبة الوعي للزوار ومعرفة مكامن الضعف ومحاولة معالجتها من خلال الإرشادات.
ختاماً الوعي السيبراني مهم لحماية الأشخاص ومنظماتهم، فالمستخدم الواعي هو خط الدفاع الأول، بينما يشكل قلة الوعي نقطة ضعف في منظومة الأمن السيبراني يقوض كافة الجهود التقنية والإجرائية التي تقوم بها المنظمات، لذا فإن جهود الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في مجال التوعية هي جهود مهمة تشكر عليها وسوف تنعكس بعون الله وتوفيقه على رفع الوعي على المستوى الوطني.