السعودية والكويت.. البيت الواحد
وعزز التأسيس الراسخ للعلاقات أواصر التعاون والتحالف ما سرّع تجاوز الكثير من العقبات والتحديات في ظل روح الانسجام والمودة، وكان البلدان على وعي وإدراك بأهمية حفظ روابط البيت الواحد على المستويين الحكومي والشعبي، وغدت الاتفاقيات الموقعة في أجواء نقيّة نموذجاً رائداً للتكامل والتعاون بين البلدين في جميع الملفات.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، غدت المصالح المشتركة مع الأشقاء في دولة الكويت متكاملة، ومتجانسة، خصوصاً عقب تأسيس مجلس التنسيق السعودي الكويتي، الذي ردف دعم العمل الثنائي المكثف بين البلدين، ووثق عرى العمل الخليجي والعربي المشترك.
وتظل العلاقات أقوى متانةً وأكثر رسوخاً برغم كل الأحداث التي عصفت وتعصف بالمنطقة، في ظل ما تضفيه المشاعر الأخوية من أبعاد إستراتيجية دفعت بالشقيقتين لإعلان الوقوف صفاً واحداً والرد بيدٍ واحدة ضد كل من تسول له نفسه المساس بسيادة أراضيهما أو مصالح شعبيهما.
ولا ينفك الخطاب السياسي للبلدين عن تأكيد وحدة المسير والمصير عبر مواقف معالجة القضايا بالرسائل الرسمية، أو الاتصالات الهاتفية، أو الزيارات المتبادلة، وتوافقت التوجهات على رؤى مشتركة منها مكافحة الإرهاب والتطرف، والتصدي لنشاطات المنظمات الإرهابية، والتنسيق المستمر في المستجدات كافة.
وترجم مجلس التنسيق السعودي الكويتي عمق الروابط بالتوافق الكبير بين نهج البلدين، وتخطيطهما للمستقبل، وفق نهج سياسي معتدل، والوصول إلى التكامل، في سبيل تحقيق أمن ورخاء وسعادة الشعبين، وتعزيز مراتب البلدين على مستويات دولية.
وما زيارة أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، والوفد الرسمي المرافق له، اليوم للمملكة إلا دليل واضح على التقارب الكبير في الأولويات والمبادرات المؤكدة دائماً وأبداً بأن العلاقة السعودية الكويتية تعد مضرب مثل في صفاء أجوائها واتساع أفقها ورحابة مداها.