السعودية واليمن.. حضارة وشراكة
لقد شهدت السعودية نهضة كبيرة منذ تأسيسها وكان الشعب اليمني شاهداً على النجاحات الكبيرة. وبحسب عدد من الكتاب والمؤرخين اليمنيين فإن المملكة منذ تأسيسها كانت السند والعضد لأشقائها في اليمن في مختلف الأزمات والأزمنة، وساندت السلطات اليمنية في إفشال كل الدسائس والمخططات التخريبية التي تهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة.
لقد كان لحكمة وحنكة قيادة المملكة، التي تحرص دائماً على إذكاء روح المحبة والإخاء والترابط بين الشعبين السعودي واليمني، ما يجعلهما جسداً واحداً في وجه كل التحديات والمصاعب التي تواجه البلدين، الدور الأبرز في تعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية والتنموية والمجتمعية.
ومثلت اتفاقية الطائف بين المملكة واليمن أرضية لاستقلالية ووحدة البلدين وتتويجا للعراقة والروابط الاندماجية بين الشعبين الشقيقين، ومفتاحا لمزيد من التواصل والبناء اللذين ساهما في تعزيز التواصل بين مختلف شرائح المجتمع، ما أدى إلى تجاوز الكثير من التحديات والمخاطر. ولعل المبادرة الخليجية التي قدمتها المملكة واحدة من الجهود الإنسانية والأخوية، فضلاً عن إطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل.
لقد كانت للمملكة أيادٍ بيضاء في اليمن منذ ستينات القرن الماضي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة المملكة ومكانتها في قلوب الشعب اليمني، فهذا الاحتفاء بيوم التأسيس هو احتفاء للشعب اليمني الذي عاصر قيادة المملكة الرشيدة وشهد على كل مراحل النهضة العمرانية والتنموية ويرى أن الإخلاص والتفاني اللذين تمتعت بهما القيادة السعودية جعلا اسم السعودية يعلو ولا يُعلى عليه.
ويؤكد اليمنيون أن المؤسس الملك عبدالعزيز وأبناءه جميعاً كانوا يولون العلاقة السعودية اليمنية اهتماماً خاصاً، ويقدمون كل ما بوسعهم في سبيل نهضة واستقرار اليمن، والدليل على ذلك تأكيد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في كلمته أثناء توقيع اتفاقية الرياض على أهمية هذه العلاقة.
إن يوم التأسيس هو يوم مشهود ليس للشعب السعودي فحسب بل للأمة العربية والإسلامية واليمن على وجه الخصوص الذين يعتبرون أن نهضة المملكة هي جزء لا يتجزأ من نهضة اليمن، وأن تاريخي البلدين شاهدان على حضارة كبيرة شهدتها الجزيرة العربية وكانت المملكة واليمن شريكين في هذه النهضة الحضارية نظراً إلى الروابط القبلية والأخوية الضاربة في عمق التاريخ.