السعودي طالب المري لـ«»: مهارات المصوِّر تحوِّل اللقطات العابرة إلى عمل فني مذهل
يمثل التصوير الفوتوغرافي عالماً يأسر الناس ويلهمهم من جميع مناحي الحياة، وهو وسيلة تتيح لنا التقاط اللحظات والذكريات والمشاعر ومشاركتها مع الآخرين من خلال صورة واحدة. وفي حديثه حول مشاركته بفعاليات الدورة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير (اكسبوجر)، أكد المصور السعودي طالب المري أن مهارات المصوِّر تحول اللقطات العابرة إلى عمل فني مذهل، وأن حياة الحيوان تحفل بالمشاهد الرائعة التي اكتشفها بطريقته الفريدة، ما دفعه للسفر إلى عدة بلدان أفريقية لإنجاز مشروعه الذي جعل له بصمته الواضحة في هذا القطاع. وفي هذا الحوار نتعرف على تجاربه وإلهامه ورؤيته في فن التصوير الفوتوغرافي.
* لو تحدثنا عن بدايات رحلتك مع التصوير والمجال الذي ركّزت عليه؟
** كنت دائماً مفتوناً بالعالم الطبيعي والجمال الذي يحمله، ومع أن بدايات رحلتي مع العدسة كانت بالتقاط الأشياء المحيطة بي، إلا أن شغفي اشتعل حقاً عندما بدأت التركيز على الحيوانات في بيئاتها الطبيعية، والتي أردت من خلالها دمج فكرة توثيق حياة الحيوانات بالفنون الإبداعية، باستخدام صور هذه الحيوانات بطرق تشبه اللوحات، بدلاً من مجرد توثيق حياتها اليومية المجردة.
* ما طبيعة مشاركتك في فعاليات الدورة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر 2023» بالشارقة؟
** أشارك في معرضي الذي يحمل عنوان «فن الزراف»، والذي اخترته لأنه المشروع المكتمل ضمن مشروعي في توثيق رؤيتي الفنية لحياة عدة أنواع من الحيوانات، والتي سافرت لأجلها إلى عدة مناطق في أفريقيا. أخذ مني معرض «فن الزراف» سنوات عدة بدءاً من عام 2017 إلى عام 2022، والهدف منه إيصال رسالة مفادها أن تصوير الحياة البرية يمكن أن يؤسس صوراً فنية جميلة تمس شغف عشاق الفنون.
* لماذا اخترت الزرافة بالتحديد لتكون بطل المشهد في هذا المعرض، ولماذا تخليت عن الألوان في المعرض؟
** اخترت الزرافة لما يميزها في طريقة معيشتها وبيئتها وهدوئها، إضافة إلى أن حياة الزرافة الاجتماعية تغري الكاميرا بالتقاط المواقف والمشاهد التي تستحق التوثيق، إلى جانب أن حياتها تحفل بالمواقف والمشاهد التي تلبي هدف مشروعي، لتكوين عناصر جمالية قد لا ندركها أثناء الحركة الطبيعية للزرافات.
كما عمدت إلى اختيار الأبيض والأسود للمعرض لأني أرى أنه ينقل روح المصور للمشاهد دون أن تشتته الألوان، لأني أريد أن يكون موضوع الصورة هو ما يجذب المشاهد وليس التقنيات أو الألوان. كما أن تقنية الأبيض والأسود تسلط الضوء على جمال الماضي والأصالة التي أصبحت عنصراً مرغوباً في عالم اليوم.
* ما التحديات التي واجهتك في المشروع، وكيف تعاملت معها؟
** بصفتي مصوراً للحياة البرية، واجهت تحديات كثيرة، لأن الحيوانات التي كنت أصورها لم تكن تحت سيطرتي، فاضطررت إلى التخطيط لمشروعي قبل الانطلاق في تنفيذه، ورسم الأفكار في ذهني قبل الذهاب إلى الميدان، وفي بعض الأحيان اضطررت إلى إعادة التقاط الصور عدة مرات لتحقيق النتيجة المرجوة.
* ما هي نصيحتك للأجيال الشابة من المصورين الهواة، الذين يرغبون في احتراف التصوير؟
** نصيحتي للمصورين الشباب «صوروا كل شيء». تصوير كل شيء في البدايات يضمن لهم التمكن من الكاميرا، بعد ذلك عليهم أن يبحثوا جيداً عن شغفهم، ويؤسسوا لأنفسهم مجالاً يرغبون في تطويره، لأن عالم التصوير لا حدود له، والتخصص فيه مطلوب لتحقيق الإبداع.
كما أنصح المصورين الشباب بأن تكون لهم بصمتهم الخاصة على الصور التي ينتجونها، وأن لا يسعوا إلى تقليد الآخرين، فأنا أشجع كل شخص أن يكون له أسلوبه الفريد وأشدد على أهمية الاستمتاع بالتصوير، حيث إن الاستمتاع بالمهنة والشغف هو الذي يضمن إبداع الأعمال الرائعة في المستقبل.