السودان.. إلى أين ؟
وأضافت لـ«»: إن خلافات المكون المدني انتقلت إلى المكون العسكري، وهو أمر خطير، خصوصاً أن كل قوة عسكرية تسعى لدعم الطرف المدني الذي يتفق معها سياسياً، مشيرة إلى أن مسار العملية العسكرية حالياً هو ما سيحدد المسار السياسي في المستقبل.
وتوقعت الخبيرة المصرية سيناريوهات عدة للأزمة السودانية، منها التهدئة وهو السيناريو الأكثر تفاؤلاً وربما يعتمد على الوساطة الدولية والإقليمية ما يؤدي إلى وقف إطلاق النار في مرحلة ما، والسيناريو الثاني أن تحسم قوات الجيش المعركة لصالحها، أما السيناريو الثالث فهو استمرار القتال وتمدده ما يدخل السودان في حرب أهلية جديدة.
وشددت على أن هناك إجماعاً على رفض أي تدخلات خارجية في الأزمة السودانية، خصوصاً من طرف الجيش، ولكن حال استمرارها فإن بعض الأطراف الخارجية ستتدخل، وإن كنت أميل إلى تدخل العقلاء السودانيين، لتجنب دخول البلاد في أزمة خطيرة، خصوصاً أن البلاد تعاني من وضع سياسي معقد منذ الإطاحة بالبشير في عام 2019، لافتة إلى أن هناك دولاً غربية لها مصالح في السودان، وهناك زيارات متبادلة.
من جهته، رجح الخبير في الشؤون الأفريقية الدكتور رامي زهدي تطور الأزمة السودانية إلى الأسوأ، خصوصاً أن فترة الحكم في السودان مرت بالكثير من الأزمات، وخاضت الدولة الكثير من الحروب الداخلية، ما أثر عليها سياسياً واقتصادياً، وبالتالي نحن أمام عدة سيناريوهات، ربما تكون كلها سيئة.
ومن بين السيناريوهات المتوقعة تحقيق القوات السودانية انتصاراً حاسماً والقضاء على الطرف الآخر، وبعدها يمكن الحديث عملية سياسية مع باقي المكونات السياسية.
وتحدث زهدي لـ«» عن سيناريو آخر وهو صمود قوات الدعم السريع وإطالة أمد الحرب في البلاد، ولفت إلى أن سيناريو الوساطة العربية أو الدولية أو الأفريقية لا يمكن أن يحقق شيئاً في الوقت الحالي، إلا بعد حدوث تغير على الأرض لصالح أحد الطرفين، وإن حدثت الوساطة في ظل الوضع المشتعل ستكون مؤقتة، وسرعان ما ستعود المواجهات. ورأى أن الوضع في السودان أمام سيناريو ليبي أصعب، خصوصاً على الصعيد الإنساني، وسنشهد نزوحاً ومأساة إنسانية.