السودان هدنة خاطفة بضغط أميركي وتحذيرات من
أعلن قائدا طرفي الصراع الدائر في السودان قبولهما هدنة قصيرة لوقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة، وذلك في أعقاب نداءات وجهها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إليهما بشأن المعارك المحتدمة في الخرطوم والتي شهدت حادثة إطلاق نار على موكب ديبلوماسي أميركي.
وأجرى بلينكن اتصالا هاتفيا بكل من قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان دقلو.
وقال وزير الخارجية الاميركي إنه دعا كلا من البرهان ودقلو إلى وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة «للسماح للمدنيين السودانيين بالعودة الآمنة إلى أسرهم» وتوفير فرصة لهم لالتقاط الأنفاس.
وقال بلينكن إن التقارير الأولية تشير إلى أن الهجوم على الموكب الأميركي في السودان شنته فيما يبدو عناصر مرتبطة بقوات الدعم السريع، واصفا الحادثة بأنها «طائشة». وأوضح أن جميع الديبلوماسيين الأميركيين بخير ووصف تعرضهم لأي تهديدات بأنه «غير مقبول على الإطلاق».
من جانبه، صرح الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، وهو عضو في مجلس السيادة الحاكم، لقناة «العربية» الفضائية بأن وقف إطلاق النار سيبدأ في السادسة مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي للخرطوم ولن يتجاوز مدة الأربع والعشرين ساعة المتفق عليها. وأوضح ان الجيش السوداني سيلتزم بالهدنة وسيراقب مدى التزام قوات الدعم السريع بها.
وشدد بالقول إن الجيش: «لن يقبل أي وساطة تعرقل التصدى للمتمردين».
وبين عضو مجلس السيادة الانتقالي أن لا صحة لأي انشقاقات داخل القوات المسلحة، مشيرا إلى أن الانشقاقات داخل الدعم السريع صحيحة 100%. وأوضح أن الجيش يستخدم القوة العسكرية بالقدر المطلوب حفاظا على أرواح المدنيين، مضيفا «القوات المسلحة تخوض حرب مدن معقدة ونتعامل معها وفقا للقانون».
وتابع: «سيطرنا على مقرات الدعم السريع بكل الولايات عدا اثنين فقط»، مبينا أن القوات المسلحة ستعيد الأمور إلى نصابها في أسرع وقت.
من جهته، قال قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب باسم حميدتي والذي لم يكشف عن مكان وجوده منذ بدء القتال، إن القوات شبه العسكرية وافقت على «هدنة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى». وأضاف حميدتي على «تويتر» أنه ناقش مع بلينكن عبر الهاتف «القضايا الملحة» وإنه من المقرر إجراء المزيد من المحادثات.
وفي السياق، أكد المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع، يوسف عزت، أنه لا يوجد لديهم أي اعتراض على الهدنة المقترحة، مضيفا: «سنتصرف بمسؤولية كاملة تجاهها». وأضاف في تصريحات صحافية امس: «نقاتل من أجل تحقيق طموحات الشعب السوداني».
وكان الجيش السوداني قد قال في بيان نشره على صفحته الرسمية على «فيسبوك» إن «العدو حشد قوة كبيرة في مطار مروي بغرض تأمين هبوط طائرة مساعدات عسكرية من جهات إقليمية» لم يحددها. وأكد: «دخلنا مرحلة حاسمة وجهودنا منصبة نحو تحقيق غاياتها على المستوى العملياتي».
وفي سياق ذي صلة، نوه الجيش إلى أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اصدر قرارا بالعفو عن كل من يضع السلاح من ضباط وجنود ميليشيا الدعم السريع، مبينا ان ذلك «سيتضمن استيعابهم في القوات المسلحة اعتبارا من تاريخ التبليغ».
جاء ذلك في وقت قدر مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس ضحايا الاشتباكات المسلحة المتواصلة بما لا يقل عن 185 قتيلا وأكثر من 1800 مصاب، وسط تعليق الكثير من برامج المساعدات الأممية وتدهور الوضع الإنساني غير المستقر أصلا في البلاد.
بدوره، قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إنه يكاد يكون من المستحيل تقديم الخدمات الإنسانية في العاصمة السودانية ومحيطها، محذرا من خطر انهيار النظام الصحي في حال استمرار الاقتتال المسلح، بينما أفادت منظمة الصحة العالمية بأن عددا من مستشفيات الخرطوم «تعاني من نفاد وحدات الدم ومعدات نقله وسوائل الحقن الوريدي وغيرها من الإمدادات الحيوية». ميدانيا، تردد دوي إطلاق النار في أنحاء العاصمة لليوم الرابع مصحوبا بأصوات طائرات حربية وانفجارات. وأفاد سكان في مدينة أم درمان، التي تقع على الجانب الآخر من نهر النيل قبالة الخرطوم، بوقوع ضربات جوية هزت المباني وإطلاق نيران مضادة للطائرات.