السيف يكشف هويّة «ذيبان الشمّري» بسيرة أحمد الشيباني
ولا غرابة أن تزيد صفحات الكتاب على 670 صفحة، فشخصية الشيباني، متعددة المشارب، إشكالية المصبات، وسيرته مُلهِمة، بما اكتنزته من مخزون مُطمئِن ومُرْبِك، بحكم ما قام عليه وعيه، من الحيرة واليقين، والثبات والتقدّم، والطموح والقناعة، وقلق الهويّات، في ظل تنازع التاريخ والجغرافيا، وتدافع البداوة والمدنيّة، وتصارع المذاهب والأفكار والتيارات.
حاول السيف، الإحاطة بالموسوعي (أحمد الشيباني) الذي كان يكتب باسم مستعار هو (ذيبان الشمري) بدءًا من جذوره الممتدة إلى جزيرة العرب، وانتسابه للغيثة من قبيلة شمّر، ثم النشأة والتكوين، بين الشام ولبنان، مروراً بمحطات تثير الانتباه منها (حفظه للقرآن في بعلبك، وإتقانه اللغة الألمانية، بدراسته في القدس، وليس انتهاءً بتثقيف نفسه بنفسه، إثر إتمامه الدراسة الثانوية). لتشهد أيام حياته من الحظوة والتكريم ما هو أهلٌ له، إذ اختتم حياته بالقُرب من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكان بدأها سكرتيراً خاصاً للشيخ فواز الشعلان.
وخصص الفصل الأول من الكتاب لسيرة حياة، والثاني لعطاء فيلسوف الأدب، والثالث لرحلة الأيام، والرابع لمعركة الشيباني مع أحمد الشامي حول المتنبي، والخامس لمعركة البنيوية مع عبدالله الغذامي، والسادس عن معركته مع تركي الحمد بخصوص فلسفة هيغل، والسابع لفيلسوف الرياض، ثم ملاحق.
وفي كل إصدارٍ تتبناه (دار جداول) تتعزز ثيمة كُتب السيف، عند تناوله أيقونات الوعي، وجداول العطاء، متمثلةً في إعادة (أبطاله) إلى نبعهم الوجداني (الوطن السعودي) بكامل أناقة الانتماء، ولياقة العطاء، كونه راصداً حصيفاً، وباحثاً استقصائياً، لا يملّ من إطالة أمد الحفر والتنقيب، و لا يستنكف من قصد سبيل المعلومة، ولو كان جائراً، وحاديه الاعتداد بالنماذج والرموز التي وفت ما وعدت، و أدّت ما حُمّلت، لتكون حفيّةً بهذا الوفاء الاستثنائي.