الصدر يعود.. والتحالف الحاكم يترقب
وشكلت التصريحات الصدرية، التي انطلقت بموازاة تحرك أنصار الصدر في الميدان لشل الحياة السياسية، إعلاناً واضحاً وصريحاً لخروج زعيم التيار الصدري من عزلته والعودة للمشهد السياسي محلياً ودولياً.
وفتكت العودة الصدرية إلى واجهة العمل السياسي بترتيبات خصمه «الإطار التنسيقي»، الذي يستعد للانتخابات المحلية المفترض إجراؤها بعد أقل من 6 أشهر، حيث كانت حسابات الإطار تصب في سيطرته المطلقة على هذه الانتخابات، إلا أن عودة التيار الصدري أعادت الحسابات من جديد.
وفي أسبوع واحد، تحرك أنصار الصدر مرتين في الشارع، مرة بإغلاق مكاتب حزب الدعوة، والمرة الثانية بالاقتراب من المنطقة الخضراء بسبب قضية حرق القرآن، وعلى ضوء تلك المواقف عاد الإطار التنسيقي، للحديث عن احتمال تأجيل الانتخابات إلى إشعار آخر.
واللافت، أن تغريدة الصدر على «تويتر»، التي أكد فيها أن ثورة الإصلاح تتجدد مع كل استفحال فساد كانت إعلاناً واضحاً بعزمه إسقاط الحكومة وحل البرلمان لإرباك صفوف الإطار التنسيقي تزامناً مع التهيئة للانتخابات.
ويقول مقربون من الإطار، إن مظاهرات الصدريين على أبواب المنطقة الخضراء قبل 3 أيام، والتي منعت بالقوة، كانت تريد إعلان عودة التيار إلى الحياة السياسية.
وقبل ذلك بأيام، كان أنصار الصدر هاجموا السفارة السويدية في وسط العاصمة بغداد، بسبب حرق متعصب نسخة أخرى من القرآن، وسبقها أغلق أنصار الصدر نحو 20 مكتباً لحزب الدعوة في 10 محافظات بذريعة الإساءة إلى محمد الصدر والد مقتدى.
ويتداول في الأوساط السياسية احتمال تحرك جديد لأنصار الصدر قد يكون هو الأكبر، ويرجح أن ذلك سيحدث في موعد أقصاه الخميس القادم.
وقال أحد أعضاء دولة القانون بزعامة نوري المالكي، إن تأجيل الانتخابات قد يحدث لأسباب تتعلق بعودة الصدريين ويدفع فريق المالكي للتأجيل، بحسب ما يتداول في أوساط الإطار التنسيقي، وبسبب عدم ثقة الأول بمفوضية الانتخابات والعودة المفاجئة للتيار الصدري.