الـ«أنا» ومحمد عبده.. داء العظمة أم منتهى الثقة ؟!
منذ تصريحه الشهير مع الإعلامي الراحل جلال أبو زيد قبل نصف قرن «أنا فلتة زماني» مروراً بحديثه عن مطبخ طلال مداح وألحان أبوبكر سالم وهوية عباس إبراهيم، انتهاء بتصريحاته في العامين الأخيرين وأحدثها عن صناعة الأغنية ومحبة الناس له واعتزاله، تصريحات سالت في تحليلها أحبار النقاد والجماهير لاسيما الذين يرون أنه ليس بحاجة إليها في أوج مسيرته..
محمد عبده صانع الأغنية السعودية، هكذا قالها فنان العرب عن نفسه في برنامج الليوان، مزهواً بتاريخه وما قدمه بكل فخر وبلا تواضع كما يقول، صرح بذلك وهو يعلم يقيناً بوجود عمالقتها طلال مداح وطارق عبدالحكيم وفوزي محسون وعبدالله محمد من قبله، وعبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله وغيرهم من بعده، مجيراً إلى نفسه قوام هذه الأغنية لصالحه ودون اعتبار لأحد.
وعلى أن محمد عبده غنيٌ عن الأضواء بتصريحات صاخبة وهو الذي يبسط جناحيه بفنه وعملقته على الساحة، لكنه اعتاد في كل موسم رمضاني بتصريحات جدلية مثيرة ينقسم حولها حتى جمهوره، هناك من يراها حقٌ مشروع للاعتزاز بما قدم، وهناك من يراها داء العظمة، وآخرون يرونها نرجسية في غير محلها لأنه أتى بعد أن نهضت الأغنية بطلال مداح وطارق عبدالحكيم وغيرهم قبل أن يصل إلى مسارح الغناء..
قبل عام طال فنان العرب نقداً لاذعاً إزاء سخريته من ألحان وأعمال العملاقين طلال مداح وأبو بكر سالم ليخرج بعدها معتذراً، ليعود اليوم وينسف كل جهود لهما في صناعة الأغنية، ليعلنها صريحة «أنا من صنع الأغنية السعودية»!
تصريحات فنان العرب أصبحت كالعيد في كل عام تتكرر ولكن بلون وجدل مستمرين.
ظهر محمد عبده في أول رمضان في حوار تلفزيوني عبر قناة الرأي، ثم بعدها بيوم أطل عبر روتانا، في زخم غير مألوف لفنان العرب .