Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

المرأة وحق الوظيفة في المدن الكبرى

مع دولة القوانين والتشريعات التي تمكّن المرأة في مجتمعنا لا يبدو مستغرباً أن تنتقل المرأة من أقاليم ومدن وقرى إلى مدن كبيرة بحثاً عن الوظائف أو للدراسة، وهذا التنقل بين المناطق له انعكاسات اجتماعية واقتصادية إيجابية على المجتمع ككل، وهذا السعي والتنقل كان في الماضي محصوراً بين الرجال وكلنا يتذكر رغبات المعلمين خاصة وبعض الموظفين للعمل في مناطقهم وقراهم وكم من الواسطات والعلاقات وظِّفت للوصول إلى تلك الغايات، تلك مرحلة باعتقادي انتهت إلى غير رجعة فأصبح الكل رجلاً وامرأة يبحثون عن وظائفهم في كل أرجاء الوطن، قديماً كانت الشركات العملاقة كأرامكو وسابك مثلاً تعتبران من المراكز الجاذبة للكل، وساهمت مثل هذه المجمعات الاقتصادية العملاقة في الجذب البشري من كل جهة من وطننا وهذه النقطة تحسب لها.

أحد المغردين كتب قبل أسبوع تغريدة عبارة عن قصيدة فيها الولع والاشتياق والحب والفقد لابنته التي ذهبت للعاصمة الرياض لعمل مقابلة وظيفية، ويبدو أنها حصلت على الوظيفة وداومت في الرياض، يبدو أن الأب وهذا من حقه وحقّ الآخرين مثله أن يرغبوا ويتمنوا أن يجد أبناؤهم وظائف في مناطقهم ولكن الوضع وفي ظلّ رؤية المملكة من تنوع الاقتصاد والدفع بالقطاع الخاص بالتوظيف وتقليص الوظائف في القطاع العام هذا التوجه يلزم الباحثين عن العمل التوجه إلى المناطق الاقتصادية أو المدن الكبيرة والتي تتركز فيها المشاريع الضخمة، هذا الشكل الجديد من الحركة كون أهدافها ودوافعها اقتصادية إلا أن أشكالها وأنماطها الاجتماعية تفرض تغيرات كبيرة في المجتمع يجب علينا تقبلها والدفع بها.. فالإنسان المتعلم سواءً رجلاً أو امرأة يجب أن يكون له الحق في المشاركة في مجالات التنمية الشاملة، فلا يعقل مثلاً أن يوجد الآلاف من النساء المؤهلات بأعلى درجات التعليم يصر البعض منا أن يبقين في وظائف أو لا يعملن بحجة البقاء في مناطقهن.

قد تكون هذه الطريقة في التعاطي مع هذه القضايا مقبولة سابقاً عندما كان يرى أن دور المرأة في وظائف محددة أو أن لا أهمية لعملها، لكنّ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تتغير وتفرض أحكامها على كل المجتمعات، الآن المرأة هيئت لها كل الظروف التشريعية والإدارية حتى تبحث وتنتقل لأي رقعة من الوطن، وأن تعمل في أغلب المجالات مع أخيها الرجل، فالمرأة لديها سيارتها تستطيع الانتقال إلى مدينة بحثاً عن وظيفة، وتستطيع أن تستأجر سكناً أو تشتري بيتاً لها، وكل الأمور المانعة لها سابقاً تلاشت، وهذا كله بفضل رؤية القيادة الحكيمة في الاستثمار في العنصر البشري في وطننا من خلال فرص التعليم بكل أشكاله في الداخل وخلال برامج الابتعاث والتي مكّنت المرأة في تلك البرامج ومن ثم العمل في كل المجالات وفي أغلب المشاريع الاقتصادية الحكومية وفي القطاع الخاص، أكيد أن حنان الأبوة والأمومة غريزة إنسانية أصيلة ولكن الحياة علمتنا أن العواطف جميلة ولكنها غير واقعية على أرض الواقع، فكم النساء الآن في مواقع قيادية أو في وظائف بسيطة وكلهن ثقة واستقلالية في حياتهن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *