المسجد الكبير يعاود استقبال المصلين في رمضان
بعد توقف صلاة القيام فيه لمدة ثلاثة أعوام بسبب أعمال الصيانة وجائحة فيروس (كورونا) يعاود مسجد الدولة الكبير استقبال المصلين في رمضان المبارك مع إقامة سلسلة من الفعاليات في الشهر الفضيل ومن هذا قول الشاعر (فتح المساجد سر الناس قاطبة وكيف لا تسعد الأرواح والمهج).
ولأسباب قاهرة بسبب جائحة كورونا وأعمال الصيانة اضطرت إدارة المسجد لوقف صلاة القيام فيه طوال تلك الفترة ليتم حاليا الانتهاء من أعمال الصيانة كليا ويفتح المسجد أبوابه بحلة جديدة مع حلول الشهر الفضيل بعد تغييرات جذرية فيه من الداخل.
ويعتبر المسجد الكبير أحد المعالم الإسلامية الحضارية في دولة الكويت ومن أكبر المساجد في البلاد وتبلغ مساحته 45 ألف متر مربع ويتسع لأكثر من 60 ألف مصل.
وروعي في تصميم المسجد أن يكون صورة عن التراث المعماري الإسلامي مع استيحاء الخصائص المحلية للعمارة الكويتية والخليجية.
ويكمن جمال المسجد بمختلف أرجائه من محرابه الملتصق في حائطه المشع أو قبته التي تضارع أضخم قباب المساجد الفخمة في العالم أو مئذنته التي تخطف عين الناظر خصوصا بأنوارها المسلطة عليها ليلا وكذلك منبره المصنوع من خشب الساج.
ويستقبل المصلون شهر رمضان المبارك بكل شوق مع سلسلة من القراء الكويتيين المتميزين الذين اختارتهم إدارة المسجد بعناية وحرص لإضفاء أجواء إيمانية وخشوع تام.
وقال الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية بالتكليف طراد العنزي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)اليوم الأربعاء إن قطاع الشؤون الثقافية يقوم بدوره في نشر الوسطية والثقافة الإسلامية بين فئات المجتمع.
وأكد العنزي أن القطاع يعمل بالوسائل المتاحة لديه عن طريق الندوات والمحاضرات والمؤتمرات والملتقيات والمنتديات الثقافية بالوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة لنشر أهدافه المذكورة.
وأضاف أنه وفقا لاستعدادات المسجد الكبير لشهر رمضان الكريم فقد تم إنجاز جدول قراء صلاتي التراويح والقيام بعدد 10 قراء وإنجاز جدول وعاظ الخواطر الإيمانية بعدد 10 وواعظات الدروس الإيمانية بعدد 9 واعظات.
وذكر أنه سيكون هناك الكثير من الأنشطة والفعاليات في هذا الشهر الفضيل كمسابقات لحفظ القرآن الكريم وإعداد الولائم الرمضانية مشيرا إلى مشاركة نادي النشء الثقافي للفتيات خلال صلاة القيام والكثير من الأنشطة الأخرى.
من جهته قال مدير إدارة المسجد الكبير علي شداد ل(كونا) إن النفوس تواقة لخدمة المصلين لاسيما في شهر رمضان وبعد توقف صلاة القيام ثلاثة أعوام بسبب جائحة كورونا وصيانة المسجد.
وذكر شداد أن هناك خططا للتطوير بمركز الفنون الإسلامية وإقامة معرض ثالث وجار التخطيط لأن يكون هناك معرض للسيرة النبوية.
وأضاف أنه خلال 30 عاما برزت إدارة المسجد الكبير بإنجازات زاخرة ونظمت الفعاليات والأنشطة لتسعة ملايين مستفيد وتنظيم صلاة القيام لأكثر من خمسة ملايين مصل وتنظيم صلاة العيدين لأكثر من 300 ألف مصل.
وأوضح أن المسجد استقبل أكثر من 300 ألف زائر وتهيئة أكثر من 10 آلاف متطوع واستقبال أكثر من أربعة آلاف زائر لمعرض الخط العربي الى جانب إقامة سبعة ملتقيات للفنون الإسلامية لأكثر من 50 ألف مستفيد.
من جهته قال مدير إدارة الإعلام في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور أحمد العتيبي ل(كونا) إن مجالات عمل المسجد الكبير عديدة وليست محصورة في شهر رمضان المبارك فقط.
وذكر العتيبي أن هناك مجالات ثقافية وفنية وخدماتية وإعلامية وإدارية ومالية مؤكدا أن أبرز القيم التي تنطلق منها الادارة هي العناية بالمصلين والإبداع والشراكة وتنمية العاملين.
وأشاد بدور وزارات ومؤسسات الدولة التي تساهم بفعالية في التنظيم والمتطوعين من مختلف التخصصات لمشاركتهم في الإعداد لليالي رمضان المباركة بالمسجد الكبير.
يذكر أن أعمال بناء المسجد الكبير بدأت عام 1979 بمبادرة سامية من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وتم افتتاحه عام 1986.