المملكة تشارك في أعمال المؤتمر العالمي الثاني لتسخير البيانات من أجل تحسين قياس الفساد المنعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك

المملكة العربية السعودية تؤكد التزامها بمكافحة الفساد عالميًا من خلال مشاركتها الفاعلة في المؤتمر العالمي حول البيانات
تعد مكافحة الفساد من أهم الأولويات التي توليها المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا، وذلك إيمانًا منها بأثره المدمر على التنمية المستدامة والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. و تأكيدًا على هذا الالتزام، شاركت المملكة بوفد رفيع المستوى، برئاسة معالي رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد الأستاذ مازن بن إبراهيم الكهموس، وبحضور المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة السفير الدكتور عبدالعزيز الواصل، في أعمال المؤتمر العالمي الثاني لتسخير البيانات من أجل تحسين قياس الفساد. هذا المؤتمر الهام، الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك خلال الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر 2025م، يمثل منصة عالمية لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال الحيوي.
أهمية المؤتمر العالمي لتسخير البيانات في مكافحة الفساد
ينظم المؤتمر بشكل مشترك كل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، والأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد (IACA)، بالإضافة إلى هيئة الرقابة ومكافحة الفساد السعودية “نزاهة”. ويهدف المؤتمر إلى استكشاف الطرق الفعالة لاستخدام البيانات – بتقنياتها المتنوعة – في فهم طبيعة الفساد وتحديد أنماطه، مما يساعد على تطوير استراتيجيات أكثر دقة وفعالية لمواجهته.
دور البيانات في الكشف عن الفساد
البيانات الضخمة والتحليلات المتقدمة توفر أدوات قوية للكشف عن المخالفات المالية والإدارية، وتتبع مسارات الأموال المشبوهة، وتحليل الشبكات المتورطة في قضايا الفساد المالي. كما يمكن استخدام البيانات في تقييم أثر مبادرات مكافحة الفساد، وقياس مدى الشفافية والمساءلة في القطاعين العام والخاص. الاستفادة من هذه الأدوات تسمح باتخاذ إجراءات استباقية للحد من الفساد قبل أن يتفاقم.
مشاركة المملكة العربية السعودية رؤية طموحة
تركز مشاركة المملكة في المؤتمر على تبادل الخبرات الناجحة في مجال النزاهة ومكافحة الفساد، واستعراض التقدم الذي أحرزته الهيئة في تطوير آليات عملها، بما فيها استخدام التقنيات الحديثة في التحقيق والرقابة. كما تبرز المملكة أهمية التعاون الدولي وتبادل المعلومات بين الدول في مواجهة هذه الظاهرة العابرة للحدود.
استراتيجيات “نزاهة” المبتكرة
هيئة الرقابة ومكافحة الفساد “نزاهة” قد قامت بتطبيق عدد من الاستراتيجيات المبتكرة التي تعتمد على تحليل البيانات، مثل:
- نظام الإبلاغ عن الفساد: الذي يسمح للمواطنين والموظفين بالإبلاغ عن المخالفات بسرية تامة.
- وحدات التحليل المالي: المتخصصة في تتبع المعاملات المالية المشبوهة وكشف عن عمليات غسل الأموال.
- التعاون مع الجهات الحكومية: لتبادل البيانات والمعلومات المتعلقة بقضايا الفساد.
هذه الاستراتيجيات ساهمت بشكل كبير في تعزيز الشفافية والمساءلة في المملكة، وزيادة الوعي بأضرار الفساد.
التعاون الدولي: أساس النجاح في مكافحة الفساد
مكافحة الفساد ليست مهمة يمكن أن تنجح فيها دولة بمفردها. فالفساد غالبًا ما يتجاوز الحدود الوطنية، ويتطلب تضافر الجهود الدولية لمواجهته بفعالية. لذلك، تؤكد المملكة العربية السعودية على أهمية التعاون الوثيق بين الدول، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، وتنسيق الجهود في التحقيق والملاحقة القضائية لمرتكبي جرائم الفساد.
دور الأمم المتحدة في دعم جهود مكافحة الفساد
تعتبر الأمم المتحدة ركيزة أساسية في جهود مكافحة الفساد على مستوى العالم. فمن خلال اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، توفر الأمم المتحدة إطارًا قانونيًا دوليًا لتعزيز التعاون بين الدول، وتجريم أفعال الفساد، واسترداد الأموال المسروقة. المؤتمر العالمي لتسخير البيانات من أجل تحسين قياس الفساد يعتبر تجسيدًا لهذا الدور، حيث يوفر منصة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون في مجال استخدام البيانات لمكافحة الفساد.
تطلع المملكة نحو مستقبل أكثر نزاهة
تؤمن المملكة العربية السعودية بأن الاستثمار في الشفافية والمساءلة هو استثمار في مستقبل أفضل للأجيال القادمة. من خلال مشاركتها الفاعلة في هذا المؤتمر العالمي، تسعى المملكة إلى تعزيز جهودها في مكافحة الفساد، والمساهمة في بناء عالم أكثر نزاهة وعدالة. التركيز على البيانات والتكنولوجيا الحديثة يعد خطوة حاسمة في هذا الاتجاه، وهو ما أكده معالي رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد خلال كلمته في المؤتمر.
وختامًا، إن المشاركة السعودية في المؤتمر العالمي لتسخير البيانات من أجل تحسين قياس الفساد تثبت التزامها الراسخ بمكافحة هذه الظاهرة على كافة المستويات. ونسأل الله أن يلهمنا ويوجهنا نحو تحقيق المزيد من التقدم في هذا المجال الحيوي، وأن نساهم في بناء مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا لشعوبنا. ندعو الجميع إلى المشاركة الفعالة في جهود مكافحة الفساد والإبلاغ عن أي مخالفات يشهدونها.

