المملكة وترشيد الصراع
وتؤمن المملكة بمنهجية الصراع الفعلية والمُفتعلة، إلا أنها لا تُشجّع العبثية التي تجنح إليها بعض القوى بحكم ما في خزينتها من أموال، وما في ترسانتها من أسلحة، فمراكز القوة تتبدّل، والزمن المعقد الذي يمر به العالم يقتضي التمسك ببعض الحكمة؛ لترشيد الصراعات المحمومة.
وتنطلق المملكة في سياستها من منطلقات دينية وإنسانية ووطنية، فالحروب تتلف الأرواح البريئة، وتفاقم المجاعات والأوبئة، وتعطّل التنمية، وما نشاهده اليوم يؤكد أن الحروب لا قلب لها ولا عقل، وأن آثارها تنعكس على الكون بكل ما فيه، ما يستدعي حلولاً ناجعةً ومساعي خيّرةً؛ للتصدي لكل ما من شأنه التصعيد والتأزيم لحالة الحرب في الشرق الأوسط تحديداً وفي كل بقعة من العالم.
وما بذلته المملكة وما تبذله يؤكد سعيها الحثيث نحو نزع فتيل الأزمات، وطي صفحات الماضي، وخلق فضاءات رحبة للتعاون والشراكة، دون إلغاءٍ لفكرة الصراع والتدافع، التي هي ركيزة ديناميكية، إلا أنه يمكن ترشيدها وتحويرها إلى تنافس حضاري لإحياء الأنفس عوضاً عن إبادتها بعنجهية وتجاهل لكل الأعراف والقوانين الدولية.