المنافسة تحتدم باكرا بين ترامب وديسانتس على
احتدمت المعركة من أجل نيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية بين الرئيس السابق دونالد ترامب ومنافسه رون ديستانتيس، رغم أن الانتخابات التمهيدية للحزب والانتخابات نفسها لا تزال بعيدة.
ويشكل حاكم فلوريدا ـ الشخصية المفضلة الجديدة للمحافظين ـ في الوقت الراهن التهديد الوحيد الجديد للرئيس السابق، وستكون المنافسة بينهما حادة وستركز على شخصيتيهما وقدرتهما المفترضة على الفوز بالانتخابات الرئاسية في 2024.
وهناك مرشحون آخرون غير معروفين كثيرا لكن ترامب (76 عاما) وجه أعنف هجماته ضد منافسه رون ديسانتيس (44 عاما)، في ثالث سباق يخوضه للبيت الأبيض الذي غادره بهزيمة مدوية أمام جو بايدن في يناير 2021.
وبغض النظر عن الخبرة على الساحة الوطنية التي تنقص ديسانتس، فهناك نقاط مشتركة كثيرة بين الرجلين المقيمين في فلوريدا أهمها الأسلوب شعبوي، وحب الظهور وعلاقات خلافية مع وسائل الاعلام.
لكن من اجل التمكن من إقناع الجمهوريين، فإن المتنافسين سيشددان على خلافاتهما لاسيما شخصيتيهما.
تماشيا مع أسلوبه، لم يوفر ترامب انتقاداته لمنافسه الرئيسي، متهما إياه بأنه «حاكم ضعيف»، رد ديسانتيس في الآونة الأخيرة بواحد من أشد هجماته ليعرض التمايز بين أسلوبه «الذي لا يتضمن دراما يومية» والفضائح التي تلاحق الرئيس السابق الذي يواجه قضايا أمام القضاء.
لكنه امتنع عن انتقاد أداء ترامب، مشددا بشكل خاص على الفرق بين أسلوبيهما.
واعتبر سول انوزيس المستشار والمسؤول الجمهوري السابق «في مجال السياسات، هما على الأرجح متشابهان جدا»، لكن «أسلوبهما وطريقة حكمهما هنا هو الفارق الفعلي».
رون ديسانتيس مقاتل سابق حائز شهادات من هارفرد ويال ومن أصول اجتماعية أكثر تواضعا من أصول ترامب وريث الامبراطورية العقارية.
وقال انوزيس إن الحاكم «لا يخاف من القتال، لكنه يقوم بذلك بشكل أكثر هدوءا».
أمامه مرشح «تطغى شخصيته على كل شيء» كما يقول ماثيو كونتينيتي من مركز الأبحاث «اميركان انتربرايز انستيتيوت»، ويؤكد الخبير أن ترامب «يحظى بشعبية كبرى لدى قاعدته لكن ثلثي سكان البلاد لا يريدون أن يصبح رئيسا مجددا».
ويراهن كونتينيتي بالتالي على ديسانتيس لكي يهزم المرشح الديموقراطي 2024 والذي سيكون على الأرجح الرئيس جو بايدن.
وذلك لأن القضايا القانونية المحيطة بترامب قد تطرح مشاكل بالنسبة اليه، فهو متهم بشراء صمت ممثلة أفلام إباحية ويواجه تهديدا بتحقيقات حول ضغوط انتخابية في جورجيا عام 2020 وإدارة محفوظات سرية للبيت الأبيض.
ويبقى ترامب رغم انه غارق في الفضائح، شخصية أساسية في الحزب الجمهوري لاسيما وان محبة مناصريه الأوفياء له غير محدودة.
وفي سياق غير بعيد، ستتوقف هيئة المحلفين المكلفة النظر في قضية تسديد ترامب أموالا للتستر على فضيحته مع الممثلة ستورمي دانيالز، عن القيام بمهمتها خلال القسم الأكبر من شهر أبريل، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية أشارت إلى أن أي توجيه محتمل للاتهام لن يحصل قبل أسابيع. وهيئة المحلفين التي عليها أيضا النظر في قضايا أخرى والتي ستتوقف عن العمل في عطل عيدي الفصح المسيحي واليهودي وعيد الفطر بالإضافة إلى عطلة لمدة أسبوعين مقررة اعتبارا من العاشر من أبريل، وبالتالي لن تنظر في القضية مجددا قبل نهاية أبريل، وفق ما أوردت صحيفتا «واشنطن بوست» و«بوليتيكو» نقلا عن مصادر قريبة من الملف.