بالدموع.. الحجيج يودعون مدينة الخيام البيضاء
وشهدت لحظات الوداع بين الحجاج عناقاً وتبادل عناوين وعبارات توديع ودموع الفراق لصحبة جمعتهم في هذا المكان، في حب وطاعة وقرب من الله، ملامح الفصل الأخير من أيام منى المتكررة مع كل جموع الحجيج على مر الأزمان.
وتبادل ضيوف الرحمن في ختام النُّسك، التهاني بعد إتمام الفريضة، وكلهم أمل في أن يعودوا إلى بلدانهم محمّلين بالذكريات الجميلة والحكايات الروحانية عن منى البيضاء؛ التي تميّزت بأفضل الممارسات الحضرية على مستوى العالم في توفير المسكن واحتضانها الخدمات الشاملة ورعاية حجاج بيت الله الحرام، وأنفقت عليها الدولة المليارات بسخاء دون مِنّة أو رياء جسّدت كل معاني البياض؛ بياض الوجوه التي تشع نوراً وإيماناً، وبياض الإحرام وبياض الخيام وبياض القلوب.
قصة وداع منى للحجاج تبقى عالقة في الذاكرة، فكل اللحظات والدقائق والأماكن والبقاع في المشاعر المقدسة عاشوا فيها ذكريات وقصصاً جميلة مِلؤها الحب والسعادة، عمروها بالطاعات والذكر والعبادة لله، سكبوا فيها الدموع والعبرات رغبة ورهبة بين يدي مولاهم الرحمن، يحدوهم الأمل والرجاء بقبول النُّسك ومغفرة الذنوب.
وشهدت حركة جموع الحجيج المودعة لمنى أمس (السبت) موجات بشرية متحركة في ختام نسكهم برمي الجمرات ثم التحرك صوب طرقات المسجد الحرام بانسيابية تنظِّمها سواعد مخلصة من رجال الأمن البواسل الذين واصلوا ساعات التنظيم تحت لهيب أشعة الشمس، متمركزين في مداخل منى جنوباً حتى مخارجها بالتقاء مكة المكرمة شمالاً لحماية ضيوف الرحمن من كل صوب، فالطائرات العمودية والرحلات الاستطلاعية لم تفتأ تواصل المراقبة الجوية من المشاعر إلى رحاب البيت العتيق، فيما ظلت كاميرات الرصد موزعة بين غرف القيادات والمراقبة تحت أنظار البواسل الدقيقة ترصد كل تحركاتهم من المشاعر إلى مكة المكرمة.
وخلت مخيمات منى من ساكنيها وقد لفها الحزن في لحظات الوداع ولم يتبق فيها سوى بقايا ذكرياتهم التي ستبقى في ذاكرة منى إلى أن تلتقي ضيوفها العام القادم.