بايدن يترشح رسميا لولاية رئاسية ثانية
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن رسميا ترشحه لولاية ثانية، ليصبح وهو بعمر الثمانين أكبر مرشح يخوض حملة جديدة إلى البيت الأبيض.
وقال بايدن في شريط فيديو نشر على موقع «تويتر» امس «أنا مرشح لولاية ثانية»، فيما سارع الحزب الجمهوري الى اتهامه بـ«الانفصال عن الواقع».
وكتب الرئيس الثمانيني على تويتر «كل جيل لديه لحظة يتعين عليه فيها الدفاع عن الديموقراطية. الدفاع عن حرياته الأساسية. أعتقد أن هذه لحظتنا. هذا سبب ترشيحي لإعادة انتخابي رئيسا للولايات المتحدة. انضموا إلينا. فلننجز المهمة»، مرفقا تصريحاته بتسجيل فيديو.
وبهذا الإعلان، أنهى بايدن مرحلة الترقب، فمنذ مطلع العام الحالي تحديدا تسري شائعات في واشنطن حول هذا الترشح.
وسيكون هذا السباق الرئاسي الرابع الذي يخوضه بايدن، فقبل أن ينتخب في 2020، ترشح الى انتخابات 1998 و2008 وفي كل مرة مني بهزيمة قاسية. وفي 2015، عدل بايدن الذي كان نائبا للرئيس آنذاك، وكان متأثرا جدا بوفاة نجله الأكبر، عن الترشح لخلافة باراك أوباما.
وفي تعليقها على هذا الترشح، قالت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري إن «بايدن منفصل عن الواقع لدرجة أنه بعدما تسبب بأزمة تلو الأخرى، يرى نفسه جديرا بـ 4 سنوات إضافية»، محذرة من أنه في حال فوزه «فالتضخم سيواصل ارتفاعه الصاروخي، معدلات الجريمة سترتفع، مزيد من الفنتانيل سيعبر حدودنا المفتوحة (…) والعائلات الأميركية ستكون أسوأ حالا».
ومستبقا إعلان منافسه، استهجن دونالد ترامب حصيلة أداء الرئيس الحالي، وقال في بيان: «يمكن أخذ أسوأ 5 رؤساء في تاريخ الولايات المتحدة، ولن يتسببوا معا في ضرر أكبر مما فعله جو بايدن لبلادنا خلال بضع سنوات فقط».
وتصادف يوم الإعلان الرسمي عن ترشحه 25 أبريل مع الذكرى الرابعة لدخول الرئيس الديموقراطي حملة الانتخابات الرئاسية السابقة تحت شعار من أجل «روح أميركا» التي حرم في ختامها دونالد ترامب من الفوز بولاية ثانية.
وإذا صحت توقعات استطلاعات الرأي، فإن منافسة أخرى بين الرجلين ترتسم في الأفق. ويحمل إعلان الترشح في هذا التاريخ رمزية قوية.
ومنذ مطلع 2023، يشدد بايدن على رغبته في إعادة «الكرامة» لأميركا الشعبية «المنسية» التي عرف دونالد ترامب كيف يستميلها. ويعتقد الرئيس الديموقراطي أن الإحصاءات الى جانبه، فالرؤســـاء الأميركيـــون يترشحون عموما وغالبا ما تتم إعادة انتخابهم.
لكن الرئيس الثمانيني وعبر سنه، يتحدى السوابق التاريخية، فإذا أعيد انتخابه، سينهي ولايته الثانية وهو في سن 86 عاما.
وفي نوفمبر 2021 وفبراير 2023، خضع الرئيس لفحوص طبية خلصت إلى أنه «بصحة جيدة».
لكن يتوقع أن يتعرض الرئيس الديموقراطي الذي تؤخذ عليه هفواته الكثيرة، تصاعد هجمات الجمهوريين على قدرته الذهنية. إلا أنه يظهر قدرة غير عادية على التحمل، من الأزمات الدولية وصولا إلى الإصلاحات الكبرى.
وذكرت زيارته الى كييف، وهي مبادرة غير مسبوقة ترافقت مع تدابير أمنية مشددة، بدوره كمهندس الرد الغربي بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
وأخذ جو بايدن علما، بحسب الاستطلاعات، بأن ترشيح سلفه دونالد ترامب (76 عاما) الذي وجهت إليه محكمة في نيويورك اتهامات، لم يعد يثير حماسة أيضا. ويعتبر الرئيس الديموقراطي بالتالي أنه إذا هزم سلفه الجمهوري، الشخصية المثيرة للانقسام، مرة، فيمكنه أن يقوم بذلك مجددا عبر التركيز على شخصيته كرجل طيب وبرنامجه الموحد.
وتبقى هناك علامة استفهام كبرى حول ما ستكون عليه فرص جو بايدن إذا واجه في نوفمبر 2024 خصما أو منافسة أصغر سنا؟
ويجري التداول بكثافة باسم حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري رون دي سانتيس البالغ 44 عاما. لكنه لم يعلن ترشحه حتى الآن.