بدأ مغترباً وغادر غريباً.. طاهر حسين عزيزُ فنٍ أُجحف
لمع نجمه في خضم الزخم الذي ملأ الساحة الفنية في القرن الماضي، حين تمكن من وضع بصمته الخاصة في الأغنية السعودية آنذاك، بألحانه التي تعاون فيها مع العمالقة، في مقدمتهم الفنان طلال مداح، وفنان العرب محمد عبده، وعبدالمجيد عبدالله، وعلي عبدالكريم، ومحمد عمر، وطلال سلامة، وحيدر فكري، وعبدالله رشاد.
خلال ما يزيد على نصف قرن، قدم الراحل نفسه مؤلفاً وملحناً وموسيقياً وكاتباً فذاً، نشأ على الفن الأصيل ومات عليه، غنى في الإذاعة السعودية قبل أن يكمل السابعة عشرة من عمره، وقدم العديد من الأسماء للساحة الفنية، وهو من أبرز الذين صدروا الفن الصنعاني في الأغنية المعاصرة..
صقل نفسه موسيقياً حتى أجاد العزف على أكثر من آلة موسيقية، في مقدمتها آلة العود والكمنجة، وحافظ على رصانة فنه وأصالته، وحاد عن مغريات التجديد العشوائي وزهد عن الأضواء كثيراً، كان يؤمن أن حضوره الإعلامي لن يكون من قبيل الشهرة فقط، بل كان يرى أن الموسيقي منوط به أن يساهم في نشر الثقافة الفنية في كل موقع، فنشر العديد من المقالات الفنية النقدية في عدد من الصحف.
لحن الموسيقار طاهر حسين الكثير من الأعمال الغنائية لفنان العرب، ومنها أغنية «أرضي» من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن، «أقولك يا حبيب» من كلمات ناصر بن جريد، ولعبدالمجيد عبدالله «مياسة القامة» التي كتبها بنفسه، ولمحمد عمر أغنية «نوى المرواح» من كلمات الأمير خالد الفيصل.
رمى رحيل الموسيقي طاهر حسين، حجر التساؤلات في فضاء النجوم والعمالقة منهم، إزاء تجاهلهم رحيل الكثير من شركاء نجاحاتهم ورفاق بداياتهم وزملاء مراحلهم، لا سيما أولئك الذين دفنتهم الحياة وغمرهم النسيان بعدما تخطاهم قطار الشهرة، وتقادم بهم العمر وانتهت علاقة التعاون معهم، هل هي نرجسية المشاهير أم سطوة النسيان أم قلة وفاء..
بدأ طاهر حسين حياته مغترباً وغادر الدنيا غريباً، إلا من سيرة عطرة يتداعى بها من عرفه وعاصره وتعاون معه، وتاريخ فني حافل بالألحان والأعمال..